من أوصاف المنافقين كما وصفهم الله ـ تعالى ـ بذلك، والخداع معناه إظهار الخير وإضمار الشر لفصد التوصل إلى أموال الناس وأهاليهم والانتفاع بذلك، وهو من جملة المكر والحيل المحرمة، بنص الشارع.
الصنف الرابع:
الكذب والبخل، ولم يحفظ الراوي ما قال النبي صلى الله عليه وسلم في هذا حفظاً جيداً، والكذب والبخل خصلتان.
والكذب والبخل كلاهما ينشأ عن الشح، والشح هو شدة حرص الإنسان على ما ليس له من الوجوه المحرمة، وينشأ عنه البخل وهو إمساك الإنسان ما في يده والامتناع عن إخراجه في وجوهه التي أمر بها، فالمخادع الذي سبق ذكره هو الشحيح وهذا الصنف هو البخيل، فالشحيح أخذ المال بغير حقه والبخيل منعه من حقه، وينشأ عن الشح أيضاً: الكذب والمخادعة، والتحيل على ما لا يستحقه الإنسان بالطرق الباطلة المحرمة قال صلى الله عليه وسلم: "إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار" 1.
وفي مسند الإمام أحمد من حديث عبد الله بن عمرو قال: سئل النبي صلى الله عليه وسلم ما عمل أهل النار؟ قال: "الكذب، إذا كذب ـ العبد ـ فجر، وإذا فجر كفر، وإذا كفر دخل النار" 2.
الصنف الخامس:
الشنظير: وقد فسر بالسيء الخلق، والفحاش هو الفاحش المتفحش وفي حديث عائشة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن من شر الناس منزلة عند الله يوم القيامة من تركه الناس اتقاء فحشه"3.
وروى الترمذي عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله ليبغض الفاحش البذيء" 4.
والبذيء الذي يجري لسانه بالسفه ونحوه من لغو الكلام.
1- رواه البخاري في صحيحه 4/65، ورواه مسلم أيضاً في صحيحه 4/2013، كلاهما من حديث ابن مسعود.
2- 2/176.
3- رواه البخاري في صحيحه 4/70، ومسلم 4/2002، كلاهما من حديث عائشة رضي الله عنها.
4- السنن 3/244.