وأما عرش الله تعالى:
فهو سرير ذو قوائم خلقه الله واستوى عليه وأمر الملائكة بحمله وهو كالقبة على العالم وهو سقف المخلوقات ومنه قول: أمية بن أبي الصلت:
مجدوا الله فهو للمجد أهل ... ربنا في السماء أمسى كبيراً
بالبناء العالي الذي سبق النا ... س وسوى فوق السماء سريراً
مرجعاً لا يناله بصر العين ... ترى دونه الملائكة صوراً1
وثبوت العرش من أوضح الأمور عند جميع الأمم، وفي جميع الأديان.
قال الإمام عثمان بن سعيد الدارمي: "باب الإيمان بالعرش وهو أحد ما أنكرته المعطلة ثم قال: "وما ظننا أن نضطر إلى الإحتجاح على أحد ممن يدعي الإسلام في إثبات العرش والإيمان به حتى ابتلينا بهذه العصابة الملحدة في آيات الله فشغلونا بالاحتجاج لما لم تختلف فيه الأمم قبلنا"2.
قال أحمد بن الحسين البيهقي في كتابه "الأسماء والصفات" بعد أن ذكر آيات العرش: "اتفقت أقاويل أهل التفسير على أن العرش هو السرير، وأنه جسم خلقه الله وأمر ملائكته بحمله وفي أكثر هذه الآيات دلالة على صحة ما ذهبوا إليه وفي الأخبار والآثار الواردة في معناه دليل على صحة ذلك"3 أ. هـ.
والآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة الدالة على إثبات العرش كثيرة جداً فقد أخبر ـ الباري جل وعلا ـ عن نفسه بأنه استوى على عرشه في مواضع سبعة من كتابه وقد تقدم ذكرها.
وقال تعالى: {ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ} 4.
وقال تعالى: {رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ} 5.
1- الاختلاف في اللفظ لابن قتيبة ص 240 ضمن عقائد السلف.
2- الرد على الجهمية ص12.
3- ص497.
4- سورة البروج آية: 15 ـ 16.
5- سورة غافر آية: 15.