الله ـ تعالى ـ فقد نفى ـ سبحانه ـ عن نفسه الولادة، ونفى اتخاذ الولد جميعاً فهو المنزه ـ جل وعلا ـ من كل نقص وعيب ـ تعالى الله ـ عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
7 ـ اتصاف الباري ـ سبحانه وتعالى ـ بصفتي الرحمة والمغفرة حقيقة لا مجازاً، وأن صفة الرحمة تنقسم إلى قسمين رحمة عامة يشترك فيها المؤمنون والكافرون كما قال تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ} 1 ورحمة خاصة بالأنبياء والرسل وعباده المؤمنين كما قال تعالى: {وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً} 2 فهما صفتان حقيقيتان ثابتتان لله ـ عز وجل ـ حقيقة على ما يليق بجلاله وعظيم سلطانه.
8 ـ صفة الغنى من صفات الكمال التي أثبتها الباري ـ سبحانه ـ لنفسه فلا يحتاج إلى شيء، والخلائق جميعهم محتاجون إليه وفقراء إليه في كل أمر من أمورهم فلا قوام لهم إلا به تعالى ـ في كل حركاتهم وسكناتهم وفي كل لحظة من لحظاتهم، وفي كل نفس من أنفاسهم فلا غنى لهم عنه طرفة عين.
9 ـ إن صفة الرضا من الصفات الفعلية التي أثبتها ـ الباري سبحانه ـ لنفسه على ما يليق بجلاله يفعلها متى شاء وكيف شاء وأن الإرادة نوعان إرادة قدرية كونية، وإرادة شرعية دينية، والشرعية هي المتضمنة للمحبة والرضا والقدرية الكونية هي الشاملة لجميع الموجودات فما شاءه ـ سبحانه ـ كان وما لم يشأه لم يكن، والأمر الشرعي إنما تلازمه الإرادة الشرعية الدينية، ولا تلازم بينه وبين الإرادة الكونية القدرية، فالكافر أمره الله بالإيمان، وأراده منه شرعاً وديناً ولم يرده منه كوناً وقدراً، ولو أراده كوناً لحصل لأن الإرادة الكونية القدرية لا يتخلف عنها المراد بخلاف الإرادة الشرعية قد يتخلف المراد بها.
10 ـ صفة العلم من صفات الكمال التي أثبتها ـ الباري سبحانه ـ لنفسه فقد علم ـ جل وعلا ـ أزلاًً ما يكون من عبده المختار من سعادة وشقاوة، وما يحصل له من الغنى والفقر، ومن ناحية تحديد عمره وانقضاء أجله، ثم كتب ما يعمله في اللوح المحفوظ فهو ـ سبحانه ـ كتب لا ليجبر أحداً من عباده على حسب ما كتب في الأزل ما يكون من العبد بمحض اختياره، وإرادته فعلمه ـ تعالى صفة انكشاف للماضي والحاضر والمستقبل وهو
1- سورة الأعراف آية:156.
2- سورة الأحزاب آية: 43.