يقال: فلان يركب الخيول ولعله لم يركب إلا واحد منها، وفلان يجالس السلاطين ولعله لا يجالس إلا واحداً ... ثم قال "والقول الثابت: لعل هذا المذهب كان فاشياً فيهم ثم انقطع فحكى الله ذلك عنهم، ولا عبرة بإنكار اليهود ذلك فإن حكاية الله عنهم أصدق" أ. هـ1.
وهناك آثار كثيرة وردت في صدور هذه المقالة عن اليهود ومنها الآتي:
قال الإمام الكلبي2: " لما قتل بختنصر علماء اليهود جميعاً وكان عزير إذ ذاك صغيراً فاستصغره ولم يقتله فلما رجع بنو إسرائيل إلى بيت المقدس وليس فيهم من يقرأ التوراة بعث الله ـ تعالى ـ عزيراً ليجدد لهم التوراة ويكون آية بعد ما أماته الله مائة عام يقال: إنه أتاه بإناء فيه ماء فسقاه فمثلت في صدره فلما أتاهم فقال لهم: إني عزير كذبوه وقالوا: إن كنت كما تزعم فأمل علينا التوراة ففعل فقالوا: إن الله ـ تعالى ـ لم يقذف التوراة في قلب رجل إلا لأنه ابنه تعالى الله عن ذلك علوا كبيراً"3.
وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما: "أن اليهود أضاعوا التوراة، وعملوا بغير الحق فأنساهم الله ـ تعالى ـ التوراة، ونسخها من صدورهم فتضرع عزير إلى الله وابتهل فعاد حفظ التوراة إلى قلبه، فأنذر قومه بها فلما جربوه وجدوه صادقاً فيه فقالوا: ما تيسر هذا لعزير إلا أنه ابن الله"4.
وقال السدي: "العمالقة قتلوهم فلم يبق منهم أحد يعرف التوراة"5.
وقال الإمام البيضاوي6 وإنما قالوا: {عُزَيْرٌ ابْنُ الله} لأنه لم يبق فيهم بعد وقعة
1- التفسير الكبير 16/33.
2- هو: محمد بن السائب بن بشر بن عمر بن الحارث الكلبي أبو النضر: نسابة، راوية، عالم بالتفسير والأخبار وأيام العرب قال النسائي: حدث عنه ثقات من الناس، ورضوه في التفسير وأما في الحديث ففيه مناكير. الميزان 3/68، التهذيب 9/178، الأعلام 7/3.
3- كتاب التسهيل لعلوم التنزيل 2/64، تفسير أبي السعود 4/95، تفسير الرازي 16/34.
4- جامع البيان 10/111، وتفسير الرازي 16/33.
5- تفسير الرازي 16/34.
6- هو: عبد الله بن عمر بن محمد بن علي الشيرازي أبو سعيد ناصر الدين البيضاوي مفسر، علامة، ولد سنة اثنتين وسبعين وخمسمائة، توفي سنة خمس وثمانين وستمائة هجرية. انظر البداية والنهاية 13/309، بغية الوعاة 2/50، الأعلام 4/248.