المنقولة، وطرائق الحق المسلوكة، والدلائل اللائحة المشهورة، والحجج الناهرة المنصورة، التي عمل عليها الصحابة والتابعون، ومن بعدهم من خاصة الناس وعامتهم من المسلمين، واعتقدوها حجة فيما بينهم وبين الله رب العالمين " [1] .
ثم يقول:
" فلم تزل الكلمة مجتمعة [2] والجماعة متوافرة على عهد الصحابة الأول ومن بعدهم من السلف الصالحين، حتى نبغت نابغة بصوت غير معروف، وكلام غير مألوف في أول إِمارة المروانية تُنازع في القدر وتتكلم فيه " [3] .
ولقد تأذن الله تعالى أن يَختار من أوليائه وخاصته من يكر على أصوات الباطل بحقائق التوحيد فيدفعها، ويعيد التوحيد نقيًا قويًا. وقد قال الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم -:
«لا تزالُ طائفة من أُمتي ظاهِرينَ على الحقَّ لا يَضُرُّهمْ
(1) " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " لأبي القاسم اللالكائي: (1 / 9) . [2] المقصود بالكلمة، كلمة العقيدة المنجية. [3] أي في إِمارة عبد الملك بن مروان، ففي عهده خرج معبد الجهني، وهو أول من أظهر القول بالقدر. " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة ": (1 / 16) .