آدم فقسمه فيها، وفرقه عليها، فليصر من جوارحه جارحة إِلا وقد وُكلت من الإِيمان بغير ما وكلت به أختها بفرضٍ من الله تعالى.
فمن لقي الله حافظًا لصلواته حافظًا لجوارحه، مؤديًا بكل جارحة من جوارحه ما أمر الله به وفرض عليها، لقي الله مستكملَ الإِيمان من أهل الجنة.
ومن كان لشيءٍ منها تاركًا متعمدًا، مما أمر الله به لقي الله ناقص الإِيمان.
قال الرجل: قد عرفت نقصانه وإِتمامه، فمن أين جاءت زيادته؟
فقال الشافعي: قال الله جلَّ ذكره: {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا} [التوبة: 124]
ولو كان هذا الإِيمان كله واحدًا لا نقصان فيه ولا زيادة، لم يكن لأحدٍ فيه فضل، واستوى الناس وبطل التفضيل.
ولكن بتمام الإِيمان دخل المؤمنون الجنة.
وبالزيادة في الإِيمان تفاضَل المؤمنون بالدرجات عند