وقال:
" وإن القرآن كلام الله، منه بَدأ بلا كيفية، قولًا، وأنزله على رسوله وحيًا، وصدقه المؤمنون على ذلك حقًا، وأيقنوا أنه كلامُ الله تعالى بالحقيقة، ليس بمخلوقٍ كَكلامٍ البريَة. فمن سمعه، فزعم أنه كلام البشر، فقد كفر. . . ومن وصف الله بمعنى من معاني البشر، فقد كفر، فمن أبصر هذا اعتبر، وعن مثل قول الكفار انزجر، وعلم أن الله بصفاته ليس كالبشر. . . والرؤية حقّ لأهل الجنة، بغير إِحاطةٍ ولا كيفية، كما نطق به كتاب ربنا:
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ - إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} [القيامة: 22 - 23]
وتفسيره على ما أراد الله تعالى وعَلِمَه، وكل ما جاء في ذلك من الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهو كما قال، ومعناه على ما أراد، لا ندخل في ذلك مُتأولين بآرائنا، ولا متوهمين بأهوائنا، فإِنه ما سلم في دينه إِلا من سلم لله عز وجل ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ورد علم ما اشتبه عليه إلى عالِمه. . . " إِلى آخر ما نَصَّتْ عليه الطَحاوية [1] .
(1) " متن العقيدة الطحاوية " لابن أبي العز الحنفي ص: (7) .