عباده قولٌ ولا عملٌ إِلاَ وقد قضاهُ وسبق علْمُه به:
{أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الملك: 14]
يضل من يشاء فيخذُلُه بعدلِه، ويهدي من يشاءَ فَيوفِّقه بفضله، فكلٌّ مُيسَّرٌ بتيسيره إِلى ما سَبقَ من عِلمِهِ وقدره من شَقيٍ أو سعيدٍ.
تعالى أن يكون في مُلكه ما لا يريد أو يكون لأحد عنه غِنى، أو يكونَ خالقٌ لشيءٍ إِلاَ هُوَ، ربُّ العبادِ، وربُّ أعمالِهم، والمقدِّر لحركاتهم وآجالهم، الباعث الرّسل إِليهم لإِقامة الحُجَّةِ علَيهم، ثم ختم الرسالةَ والنِّذارةَ والنبوةَ بمحمدٍ نَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم فجعلهُ آخرَ المرسلينَ بشيرًا ونذيرًا، وداعيًا إِلى الله بإِذنه وسِراجًا مُنيرًا، وأنزل عليه كتابه الحكيم، وشَرَحَ به دينه القويم، وهدى به إِلى الصراط المستقيم.
وأن الساعة آتيةٌ لا ريب فيها، وأن الله يبعث من يموت، كما بدأهم يعودون.
وأن الله سبُحانَهُ ضاعفَ لعبادهِ المؤمنينَ الحسنات، وصَفَحَ لهم بالتوبة عن كبائر السيئات، وغفر لهم الصغائر