نام کتاب : محبة الرسول بين الاتباع والابتداع نویسنده : عبد الرءوف محمد عثمان جلد : 1 صفحه : 165
[المطلب الأول الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم لدى الحلاج]
المطلب الأول
الغلو في الرسول صلى الله عليه وسلم لدى الحلاج يعتبر الحلاج [1] أول صوفي جاهر بعقيدة الحلول في أوساط الصوفية إذ كان يرى أن من هذب نفسه بالطاعة، وصبر على اللذات والشهوات ارتقى إلى [1] هو الحسين بن منصور، ويكنى أبا مغيث، كان جده مجوسيا اسمه محمي من أهل البيضاء بفارس، وفيها ولد الحلاج سنة 244هـ.
وكانت نشأته بواسط وقيل بتستر وتتلمذ على سهل بن عبد الله التستري ثم قدم بغداد وخالط الصوفية، وتعرف على عمرو بن عثمان المكي. ولبس خرقة الصوفية على يديه، ثم ترك بغداد وتجول في البلاد فذهب إلى مكة مرارا وجاور فيها، وذهب إلى الصين وتركستان، ودخل الهند وتعلم فيها السحر، وقال أدعو به إلى الله!!
وكان الحلاج متلونا في ملابسه وأحواله فتارة يلبس ملابس الصوفية، وتارة يتجرد في ملابس رزية، وتارة يلبس لبس الأجناد ويعاشر أبناء الأغنياء والملوك. وكان مع كل قوم على مذهبهم سواء أكانوا أهل سنة أم رافضة أم معتزلة أو صوفية أو فساقا. وكان دجالا ساحرا صاحب مخاريق وأحوال شيطانية. كما كان صاحب دعوة باطنية تستر بالزهد وتضمر الزندقة والإلحاد واتخذ دعاة له بثهم في البلدان يدعون الناس إلى الزندقة. ولأجل تلونه وتقلبه اختلف الناس في أمره، فقد حكي عن غير واحد من العلماء والأئمة إجماعهم على قتله وأنه قتل على كفره وزندقته وبهذا قال أكثر الصوفية في عصره، ومنهم طائفة غرهم ظاهره ولم يطلعوا على باطنه فأجملوا القول فيه وبعض هؤلاء كان متابعا له في الباطن غير أنه لم يجرؤ على المجاهرة بذلك. أما معظم الصوفية بعده إلى يومنا هذا فيعتقدون ولايته وأنه مات شهيدا!! وهذا من جهلهم بالشرع وقلة مبالاتهم بإجماع الفقهاء، وإلا فقد كان الحلاج زنديقا كافرا حلوليا يدعي الألوهية. وقد اتفق علماء بغداد على كفره وزندقته، وأجمعوا على قتله وصلبه، وكان علماء بغداد إذ ذاك هم الدنيا.
ولما ورد الحلاج آخر مرة إلى بغداد جعل يدعو إلى مذهبه الفاسد ويظهر أشياء من المخاريق والحيل الشيطانية، واستغوى أناسا خدعهم حتى صاروا يتابعونه ويعتقدون ألوهيته وشاع خبره فأحضر وحضر معه جماعة من أصحابه وأقروا بأنه يدعى الألوهية وأنه يحيي الموتى. فأنكر ذلك منهم. وفي آخر مجلس من مجالس محاكمته جيء به وقد أحضر له كتاب من دور بعض أصحابه، وفيه يقول: " من أراد الحج ولم يتيسر له فليبن في داره بيتا لا يناله شيء من النجاسة ولا يمكن أحدا من دخوله، فإذا كان في أيام الحج فليصم ثلاثة أيام وليطف به كما يطاف بالكعبة ثم يفعل في داره ما يفعله الحجيج بمكة ثم يستدعي ثلاثين يتيما فيطعمهم من طعامه، ويتولى خدمتهم بنفسه، ثم يكسوهم قميصا قميصا، ويعطي كل واحد منهم سبعة أو ثلاثة دراهم، فإذا فعل ذلك قام له مقام الحج. وأن من صام ثلاثة أيام لا يفطر إلا في اليوم الرابع على ورقات هندباء أجزأه ذلك عن صيام رمضان، ومن صلى في ليلة ركعتين عن الصلاة بعد ذلك. وأن من جاور الشعير والملح الجريش أغناه ذلك عن العبادة في بقية عمره ".
فقال له القاضي من أين لك هذا؟ فقال: من كتاب الإخلاص للحسن البصري. فقال كذبت يا حلال الدم، قد سمعنا كتاب الإخلاص للحسن بمكة ليس فيه شيء من هذا.
فكتب القاضي بإهدار دمه وقتله وتبعه الفقهاء على ذلك فأخذ وضرب ألف سوط، ثم قطعت يداه ورجلاه وحز رأسه وأحرقت جثته وألقي رماده في نهر دجلة سنة 309هـ.
انظر ترجمته في:
- تاريخ الأمم والملوك للطبري، 11 / 79 وما بعدها.
- تاريخ بغداد، 8 / 112 وما بعدها.
- المنتظم لابن الجوزي، 6 / 160 وما بعدها.
- البداية والنهاية، 11 / 132 وما بعدها.
- سير أعلام النبلاء، 14 / 313 وما بعدها.
نام کتاب : محبة الرسول بين الاتباع والابتداع نویسنده : عبد الرءوف محمد عثمان جلد : 1 صفحه : 165