نام کتاب : محبة الرسول بين الاتباع والابتداع نویسنده : عبد الرءوف محمد عثمان جلد : 1 صفحه : 176
فهو الساري في مسمى المخلوقات والمبدعات، ولو لم يكن الأمر كذلك ما صح الوجود، فهو عين الوجود، (فهو على كل شيء حفيظ " بذاته " ولا يؤوده " حفظ شيء فحفظه تعالى للأشياء كلها حفظه لصورته أن يكون الشيء غير صورته. ولا يصح إلا هذا فهو الشاهد من الشاهد، والمشهود من المشهود، فالعالم صورته وهو روح العالم المدبر له فهو الإنسان الكبير.
فهو الكون كله ... وهو الواحد الذي
قام كوني بكونه ... ولذا قلت يغتذي
فوجودي غذؤه ... وبه نحن نحتذي
فبه منه أن نظرت ... بوجه تعوذي [1] .
وعلى ذلك فلا فرق بين الله والعالم عند ابن عربي، فالعالم بما فيه من مخلوقات هو الله، وليس ثم شيء آخر وراء هذا العالم عنده. وبهذا يكون ابن عربي بمذهبه في وحدة الوجود قد وصل إلى نهاية الكفر التي ليس وراءها شيء. وبناء على ذلك فهذا المذهب لا يؤمن بالخلق والإيجاد من العدم، وإنما الخلق عند ابن عربي هو عبارة عن التجلي الإلهي الدائم الذي لم يزل ولا يزال بظهور الحق في كل آن فيما لا يحصى عدده من صور الموجودات. فأصل كل وجود وسبب كل موجود عنده هو الفيض الإلهي المتصل الدائم [2] . يقول ابن عربي:
(لما شاء الحق سبحانه من حيث أسماؤه الحسنى التي لا يبلغها الإحصاء أن يرى أعيانها، وإن شئت قلت أن يرى عينه، في كون جامع يحصر الأمر كله، لكونه متصفا بالوجود، ويجهر به سره إليه، فإن رؤية الشيء نفسه بنفسه ما هي مثل رؤيته بنفسه في أمر آخر يكون له كالمرآة، فإنه يظهر له نفسه في صورة يعطيها المحل المنظور فيه مما لم يكن يظهر له من غير وجود هذا المحل ولا تجليه [1] المصدر نفسه، ص11. [2] انظر: الفلسفة الصوفية في الإسلام ص 507 وما بعدها.
نام کتاب : محبة الرسول بين الاتباع والابتداع نویسنده : عبد الرءوف محمد عثمان جلد : 1 صفحه : 176