نام کتاب : محبة الرسول بين الاتباع والابتداع نویسنده : عبد الرءوف محمد عثمان جلد : 1 صفحه : 276
(ب) «من حج فزار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي» [1] وهذا حديث منكر المتن ساقط الإسناد. ومما يدل على ضعفه ونكارته أن من زار قبره صلى الله عليه وسلم بعد موته ليس كمن زاره في حياته فإن من زاره في حياته وكان مؤمنا كان من أصحابه المشهود لهم بالدرجة العالية في هذه الأمة، وأما من بعدهم فلن يبلغ رتبتهم ولو شاركهم في فعل الواجبات، فكيف يستوي معهم بفعل ما ليس واجبا كزيارة القبر النبوي مثلا [2] (ج) «من حج البيت ولم يزرني فقد جفاني» ، وهذا حديث موضوع [3] ومما يدل على وضعه أن جفاء النبي صلى الله عليه وسلم من الكبائر إن لم يكن كفرا، وهذا الحديث يدل على أن زيارة قبره صلى الله عليه وسلم واجبة، مع أن الزيارة المشروعة لا تتجاوز عند العلماء حدود المستحبات. فكيف يكون تاركها مجافيا للنبي صلى الله عليه وسلم ومعرضا عنه [4] .
فاعتقاد وجوب زيارة قبره صلى الله عليه وسلم اعتقاد باطل ليس له ما يؤيده من السنة الصحيحة، ولا من أقوال أهل العلم الذين يقتدى بهم. فمن اعتقد أن الزيارة واجبة، [1] أخرجه الدارقطني والبيهقي وغيرهما من طريق حفص بن سليمان عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا. وهذا الحديث ضعيف لتفرد حفص بن سليمان به. وهو متروك الحديث وشيخه ليث بن أبي سليم ضعيف لاختلاطه. انظر سنن الدارقطني، 2 / 278، والسنن الكبرى للبيهقي، 5 / 246.
وانظر في بيان ضعف الحديث الصارم المنكي، ص 55 وما بعدها، والسلسلة الضعيفة للألباني، 1 / 62 - 63. [2] انظر: قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة، ص 57. [3] أخرجه ابن عدي في الكامل من طريق علي بن إسحاق عن محمد بن محمد بن النعمان عن جده النعمان بن شبل عن مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعا. وهذا الحديث آفته النعمان بن شبل البصري لأنه متهم بالوضع.
لأجل هذا حكم الذهبي على هذا الحديث بالوضع وكذا الزركشي وابن الجوزي كما في الفوائد المجموعة للشوكاني.
انظر: الكامل في أسماء الرجال لابن عدي، 7 / 2480.
وانظر في بيان ضعف الحديث لسان الميزان، 6 / 167، والفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للشوكاني، ص 118، والصارم المنكي، ص 78، وما بعدها. [4] انظر: السلسلة الضعيفة، 1 / 61.
نام کتاب : محبة الرسول بين الاتباع والابتداع نویسنده : عبد الرءوف محمد عثمان جلد : 1 صفحه : 276