responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : محبة الرسول بين الاتباع والابتداع نویسنده : عبد الرءوف محمد عثمان    جلد : 1  صفحه : 36
وقوله تعالى: {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} [المائدة: 54] [1] وقوله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31] الآية [2] .
وأخرج البخاري ومسلم بسنديهما عن أنس بن مالك (أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم: «متى الساعة يا رسول الله؟ قال: ما أعددت لها؟ قال: ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة، ولكني أحب الله ورسوله. قال: أنت مع من أحببت» [3] .
ومن ثم يتبين لنا أن الحب علاقة متبادلة بين الله تعالى وبين عباده المؤمنين. لكن حب الله لعباده صفة من صفاته منزهة عن مشابهة صفات المخلوقين ونصوص الكتاب والسنة تؤكد ذلك أتم تأكيد.
وجمهور السلف على إثبات حب الله لعباده كصفة من صفاته كما يليق بذاته سبحانه، بلا كيف ولا تأويل ولا مشاركة للمخلوق في شيء من خصائصها كما أنهم يثبتون محبة العباد لربهم محبة حقيقية قلبية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
(وهذه المحبة حق كما نطق بها الكتاب والسنة، والذي عليه سلف الأمة وأئمتها وأهل السنة والحديث وجميع مشايخ الدين المتبعون وأئمة التصوف أن الله سبحانه محبوب لذاته محبة حقيقية، بل هي أكمل محبة، فإنها كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ} [البقرة: 165] [4] وكذلك هو سبحانه يحب عباده المؤمنين محبة حقيقية) [5] .

[1] سورة المائدة، آية (54) .
[2] سورة آل عمران، آية (31) .
[3] صحيح البخاري. كتاب الأدب. باب علامة الحب في الله، 8 / 49، وصحيح مسلم كتاب البر والصلة. باب المرء مع من أحب، 4 / 2033.
[4] سورة البقرة، آية (165) .
[5] مجموع فتاوى شيح الإسلام أحمد بن تيمية. جمع وترتيب. عبد الرحمن بن محمد بن قاسم وابنه محمد. طبع مكتبة المعارف. الرباط. المغرب 10 / 66.
وانظر تفسير القاسمي. المسمى محاسن التأويل. محمد جمال الدين القاسمي. تحقيق. محمد فؤاد عبد الباقي. ط 2، طبع دار الفكر. بيروت، 1398 هـ- 1978 م، 6 / 253- 255.
نام کتاب : محبة الرسول بين الاتباع والابتداع نویسنده : عبد الرءوف محمد عثمان    جلد : 1  صفحه : 36
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست