نام کتاب : مختصر إظهار الحق نویسنده : الهندي، رحمت الله جلد : 1 صفحه : 158
فمن عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما كان مشركو العرب في غاية العداوة له وفي غاية الحرص على إبطال دعوته وإلى وقتنا الحاضر لم يستطع أحد معارضة القرآن ولو بمقدار أقصر سورة من مثله رغم توافر الدواعي.
فهذه الأخبار السابقة وأمثالها في القرآن الكريم تدل على أنه كلام الله تعالى؛ لأن سنة الله جارية على أن مدعي النبوة لو كذب على الله لا يخرج خبره صحيحا، بل ويفضحه الله ويظهر كذبه للناس.
الأمر الرابع: أنه ورد في القرآن الكريم أخبار القرون السالفة والأمم الهالكة، ومعلوم أن محمدا صلى الله عليه وسلم كان أميا لا يقرأ ولا يكتب، ولم يشتغل بمدارسة مع العلماء، وأنه نشأ بين قوم يعبدون الأصنام، ولا يعرفون الكتاب، وليس لديهم شيء من العلوم العقلية، وأنه لم يغب عن قومه غيبة يمكن له فيها التعلم من غيرهم، والمواضع التي خالف فيها القرآن الكريم كتب أهل الكتاب في بيان بعض القصص والحالات هي مخالفة قصدية لبيان الحق الذي انحرف عنه أهل الكتاب؛ لأنهم فقدوا النسخ الأصلية لكتبهم، والذي بين أيديهم فاقد للسند المتصل، وفاقد لصفة الوحي والإلهام، قال تعالى في سورة النمل آية 76: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [النمل: 76]
الأمر الخامس: أنه ورد في القرآن الكريم كشف أسرار المنافقين، حيث كانوا يتواطئون في السر على أنواع كثيرة من المكر والكيد، وكان الله تعالى يطلع
نام کتاب : مختصر إظهار الحق نویسنده : الهندي، رحمت الله جلد : 1 صفحه : 158