نام کتاب : مختصر إظهار الحق نویسنده : الهندي، رحمت الله جلد : 1 صفحه : 165
على سائر أقوامهم؛ لأن من كان أعرف بلغة العرب وفنون بلاغتها كان أعرف بإعجاز القرآن وفنون بلاغته، وبهذا ثبت يقينا أن بلاغة القرآن الكريم معجزة قاهرة ودليل كامل لا ناقص كما زعموا.
ثم إن أهل الإسلام لا يدعون أن معجزة القرآن منحصرة في بلاغته فقط، بل يقولون: إن بلاغة القرآن الكريم سبب واحد من أسباب كثيرة توجب علما قطعيا بأنه كلام الله تعالى، وهذه المعجزة ظاهرة، وعجز المخالفين ثابت منذ زمان محمد صلى الله عليه وسلم وإلى هذا الزمان.
وقولهم: (ويلزم أن تكون من كلام الله جميع الكتب البليغة التي في اللغات الأخرى. .) غير مسلَّم؛ لأن هذه الكتب لم تثبت بلاغتها في الدرجة القصوى باعتبار الوجوه التي مر ذكرها في الأمر الأول والثاني من الفصل السابق، ولأن مصنفي هذه الكتب لم يدعوا إعجازها ولا أن الفصحاء أمثالهم عاجزون عن معارضتها.
فكيف يدّعي القساوسة هذا الادعاء وهم لا يميزون غالبا في لغة غيرهم بين المذكر والمؤنث، ولا بين المفرد والمثنى والجمع، ولا بين المرفوع والمنصوب والمجرور، فضلا عن أن يميزوا الأبلغ عن البليغ، ويشهد لهذا الأمر أن البابا أربانوس الثامن أذِن للأب سركيس الهاروني مطران الشام أن يجمع كثيرا من القساوسة والرهبان والعلماء المختصين باللغات العبرانية والعربية واليونانية لإصلاح الترجمة العربية التي كانت مملوءة بالأغلاط الكثيرة، فاجتهدوا في هذه المهمة اجتهادا تاما سنة 1625م، ولكن هذه الترجمة التي اجتهدوا في إصلاحها وقع في نصوصها أغلاط كثيرة بحيث إنهم اضطروا في المقدمة التي
نام کتاب : مختصر إظهار الحق نویسنده : الهندي، رحمت الله جلد : 1 صفحه : 165