نام کتاب : مدخل في علوم القراءات نویسنده : السيد رزق الطويل جلد : 1 صفحه : 277
الغاية من الإحكام والإتقان والإجادة ولا إلى التوسط لمكان العرب من البداوة والتوحش، وبعدهم عن الصنائع، وانظر ما وقع لأجل ذلك في رسم المصحف حيث رسمه الصحابة بخطوطهم، وكانت غير مستحكمة في الإجادة، فخالف الكثير من رسومهم ما اقتضته رسوم صناعة الخط عند أهلها[1].
وحقائق التاريخ تشير إلى أن الرسم العثماني لم يقف على الصورة التي كان عليها، بل لحقت به بعض تطورات وتغييرات تهدف إلى الحفاظ على القرآن من تيارات اللحن، وتيسير قراءته بعدما فشت العجمة، ولا ريب أنها قوبلت في أول الأمر بشيء من التحرج، لكن التطور المفيد قد تم إيمانًا من القائمين بها بأن فيها بيانًا وتوضيحًا[2].
من ذلك أن المصاحف في أول الأمر كانت خالية من الشكل.
ثم ظهرت الحاجة ماسة لذلك، فوجدنا العلماء يترخصون ويقولون: العجم نور الكتاب، وأنه لا بأس به ما لم تبغوا[3].
على أن هذا العمل جاء في وقت مبكر؛ إذ رأينا أبا الأسود الدؤلي "ت 69هـ" قام بشكل المصحف لدفع التحريف، وكان الشكل عبارة عن نقط تبين الحركات والتنوين، وتم ذلك في خلافة معاوية[4].
كما قام نصر بن عاصم "89 هـ" ويحيى بن يعمر "129 هـ" بإعجام المصحف بالنقط دفعًا للتصحيف بأمر الحجاج في خلافة [1] مقدمة ابن خلدون ص419 ط مصطفى محمد، وراجع مجلة البحوث الإسلامية العدد السادس -الرياض 1403هـ وفيها رأي للسيد رشيد رضا يؤيد ما ذهب إليه ابن خلدون. [2] رسم المصحف، د. عبد الفتاح شلبي ص123. [3] المحكم ص12. [4] وفيات الأعيان ترجمة أبي الأسود الدؤلي.
نام کتاب : مدخل في علوم القراءات نویسنده : السيد رزق الطويل جلد : 1 صفحه : 277