نام کتاب : مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية نویسنده : عثمان جمعة ضميرية جلد : 1 صفحه : 166
وبذلك يتبين أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد نص على كل ما يعصم الأمة من المهالك نصا قاطعا للعذر، ولا يمكن أن يبين للناس أمور حياتهم وما يحتاجونه في الشريعة, ثم يترك الجانب الرئيسي وهو العقيدة.
قال أبو ذر رضي الله عنه: "لقد توفي رسول الله، وما من طائر يقلب جناحيه في السماء إلا ذكر لنا منه علما"[1].
وقيل لسلمان الفارسي رضي الله عنه: قد علمكم نبيكم -صلى الله عليه وسلم- كل شيء حتى الخراءة؟ فقال: أجل[2].
وقال صلى الله عليه وسلم: "تركتكم على البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك" [3].
في أحاديث كثيرة وآثار -غير هذه- تبين أن مسائل العقيدة من أول ما يعلمه النبي -صلى الله عليه وسلم- لأمته. وفي سنته ما يقطع الحجة، ويوضح المحجة، ويوفي على الغاية هداية وشفاء للصدور وبيانا للحق[4].
هذا, وقد سبقت الإشارة إلى أن السنة هي الأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم، ويندرج فيها الأحاديث الحسنة التي لم تبلغ رتبة الصحيح؛ ولذلك ينبغي التوثق والتثبت من صحة الحديث وقبوله عند الاستشهاد به والاحتجاج في قضايا الاعتقاد؛ فإن العقيدة لا تبنى على الأحاديث الضعيفة.
1 "مسند الإمام أحمد": 5/ 153, بتحقيق الشيخ أحمد شاكر.
2 "صحيح مسلم"، كتاب الطهارة: 1/ 223. [3] أخرجه ابن ماجه: 1/ 4، وابن أبي عاصم في "السنة": 1/ 26, وصححه الألباني. [4] انظر: "درء تعارض العقل والنقل": 1/ 72-75، "مجموع الفتاوى": 3/ 295، 296، "مختصر الصواعق المرسلة" 1/ 7-10.
نام کتاب : مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية نویسنده : عثمان جمعة ضميرية جلد : 1 صفحه : 166