نام کتاب : مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية نویسنده : عثمان جمعة ضميرية جلد : 1 صفحه : 184
5- العقول متفاوتة بحسب فطرة الله التي فطر الناس عليها، باتفاق العقلاء.
إطلاقات كلمة "العقل":
وقد عُنِي علماء الشريعة عند حديثهم عن التكليف ومقاصد الشريعة ومكارمها بالحديث عن العقل وأنواعه ومنازله وتنوع أسمائه بحسب ذلك؛ فهو يطلق على أمرين:
1- القوة الفطرية التي أودعها الله تعالى في الإنسان، وخلقه عليها متهيئا بسببها لقبول العلم، وهذا هو محل التكليف ومناط الأمر والنهي، وبه يكون التمييز والتدبير, وهو العقل الفطري الغريزي.
2- ويطلق كذلك على العلم الذي يستفيده الإنسان بتلك القوة الفطرية، وهذا هو العقل المستفاد، وإليه الإشارة في القرآن الكريم في كل موضع ذمّ الله تعالى فيه الكفار بعدم العقل[1]، كقوله تعالى: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَعْقِلُونَ} [البقرة: 171] .
وقد عني علماء اللغة ببيان أسماء العقل وتنوعها بحسب مقاماته، مع بيان الفروق بينها في الاستعمال[2].
وليس من غرضنا هنا تقديم دراسة كاملة عن العقل، فحسبنا هذه الإشارات [1] انظر بالتفصيل: "مفردات القرآن"، ص342، "الذريعة إلى مكارم الشريعة" للراغب أيضا، ص56، 57، "الحجة في بيان المحجة": 1/ 319، 320، "بصائر ذوي التمييز" للفيروزآبادي: 4/ 85، "أدب الدنيا والدين" للماوردي ص19-24. [2] انظر: "الذريعة" للراغب ص59-61، "الفروق اللغوية" للعسكري ص66، 67، "الكليات": 3/ 219، 220، 253، "تأملات في وسائل الإدراك" د. محمد الشرقاوي ص15 وما بعدها، وراجع كلمة: النُّهى، والحِجْر، والحِجَا، واللب، والفؤاد, والقلب في: "المفردات" للراغب، و"بصائر ذوي التمييز".
نام کتاب : مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية نویسنده : عثمان جمعة ضميرية جلد : 1 صفحه : 184