نام کتاب : مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية نویسنده : عثمان جمعة ضميرية جلد : 1 صفحه : 187
ومن هنا جاءت أحاديث النبي -صلى الله عليه وسلم- ترفع القلم -أي: التكليف والمؤاخذة[1] - عمن فقدوا مناط التكليف وهو العقل، بسبب الجنون أو ما يأخذ حكمه، فقال صلى الله عليه وسلم: "رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون المغلوب على عقله حتى يبرأ، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم" [2].
وفي لفظ آخر: "وعن المعتوه حتى يعقل" [3].
والبحث في هذا نجده مفصلا عند علماء الأصول في مبحث الأهلية وعوارضها, أو في مبحث المحكوم عليه.
ولذلك شرع الإسلام من الأحكام ما يحافظ فيها على العقل باعتباره واحدا من الضروريات الخمسة، التي أُنزلت الشرائع للمحافظة عليها، وهي: الدين، والنفس، والعرض، والعقل، والمال.
فأوجب الإسلام العلم، وكل ما به قوام الحياة، وهي تعود على العقل بالحفظ، وحرم كل ما يُذهب العقل أو يزيله؛ كالخمر والمخدرات وسائر المسكرات؛ ولأنها تصيب العقل بآفة تجعل صاحبه عبئا على المجتمع ومصدر شر وأذى للناس.
ويحث الإسلام العقل على العمل فيما خُلق له، وفي المجال الذي يستطيعه، فلا يجوز إهماله ولا تعطيله؛ فهو يحث على النظر والتدبر والتأمل والتفكر في آيات [1] انظر: "مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح": 6/ 288-291، "عون المعبود": 12/ 72، 73. [2] أخرجه الإمام أحمد، وأبو داود، وصححه ابن خزيمة والحاكم وابن حبان. انظر: "صحيح الجامع الصغير" للألباني، برقم "3512". [3] أخرجه أبو داود، والترمذي، وابن ماجه، والدارقطني، وصححه الحاكم وابن خزيمة. المرجع السابق برقم "3514".
نام کتاب : مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية نویسنده : عثمان جمعة ضميرية جلد : 1 صفحه : 187