نام کتاب : مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية نویسنده : عثمان جمعة ضميرية جلد : 1 صفحه : 228
الذي هو معنى: "لا إله إلا الله"[1].
وحتى أولئك الذين عبدوا الأصنام، واتخذوها آلهة من دون الله تعالى، لم يعتقدوا أن الأصنام مشاركة لله في الخلق، وإنما اعتقدوا أنها تماثيل قوم صالحين, من الأنبياء والصالحين، فهم يتوسلون بها إلى الله كما حصل لقوم نوح، الذين عبدوا ودا وسواعا ...
{وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا} [نوح: 23] .
فإن هذه الأسماء أسماء قوم صالحين في قوم نوح، فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوّروا تماثيلهم، ثم طال عليهم الأمد، فعبدوهم ... ثم صارت هذه الأصنام بعينها مع غيرها، معبودة عند العرب الذين قالوا:
{مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزمر: 3] .
وحتى أولئك الذين اعتقدوا بإلهين اثنين، كالثنوية مثلا، الذين قالوا بإله للنور وإله للظلمة، أو إله للخير وإله للشر، لم يكونوا يعتقدون تساوي هذه الآلهة، فإله النور عندهم خير من إله الظلمة، وهذا ليس مثل ذاك.
ولا أظن عاقلا يوقن في قرارة نفسه بأن هناك خالقا أو مدبرا لهذا الكون غير الله سبحانه، أو أن هذا الكون لم يخلقه الله سبحانه؛ فإن الوحدة والتناسق في نظام هذا الكون دليل على وجود الله تعالى ووحدانيته[2]. [1] انظر: "تيسير العزيز الحميد"، ص34، "تجريد التوحيد" ص14, "تطهير الاعتقاد" ص23، 24. [2] انظر: "التصور الإسلامي للكون والحياة والإنسان"، ص35-39.
نام کتاب : مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية نویسنده : عثمان جمعة ضميرية جلد : 1 صفحه : 228