نام کتاب : مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية نویسنده : عثمان جمعة ضميرية جلد : 1 صفحه : 256
دمه وماله في الإسلام, تعني هذه المعاني والمدلولات كلها مجتمعة -وقد سبق بيانها- ولا توجد شرعا إلا بعد توافر هذه المعاني والمدلولات مجتمعة.. تعني: إفراد الله سبحانه بالألوهية، وذلك بالاعتقاد في ألوهيته وحده، وبالتوجه إليه بالشعائر التعبدية وحده، وبالاعتراف له بحق الحاكمية في تنظيم الحياة البشرية بشريعته وحده..
وهذه المعاني والمدلولات كل منها كالآخر في إنشاء شهادة "أن لا إله إلا الله" وجعلها قائمة ابتداء، تدخل قائلها في الإسلام، وتعطيه صفة المسلم، وتعصم دمه وماله بالإسلام. فلا توجد هذه الشهادة ابتداء، ولا تعتبر قائمة شرعا، إلا حين يشهد الشاهد بهذه المدلولات والمعاني مجتمعة. فإن شهد ببعضها دون بعض، أو تصور أن شهادة أن لا إله إلا الله تعني بعضها دون بعض، فإن شهادة أن لا إله إلا الله، الصادرة منه، لا تعتبر قائمة؛ لأنها لا تقوم أصلا إلا باجتماع هذه المدلولات وقصدها من القائل في شهادته، والإقرار بها، والتعامل على أساسها ... "[1].
أمران يوضحان التوحيد:
وتتضح هذه المعاني بأمرين:
"الأول": أن تعرف أن الكفار، الذين قاتلهم رسول الله, وقتلهم, وأباح أموالهم، واستحل نساءهم، كانوا مقرين لله سبحانه بتوحيد الربوبية، وهو أنه: لا يخلق ولا يرزق، ولا يحيي ولا يميت، ولا يدبر الأمور إلا الله وحده، وهذه مسألة عظيمة مهمة، وهي: أن تعرف أن الكفار شاهدون بهذا كله ومقرّون به، ومع هذا
1 "مقومات التصور الإسلامي"، ص147. وانظر "مجموعة الرسائل والمسائل النجدية" 2/ 5، 120, "تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد" ص74 وما بعدها.
نام کتاب : مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية نویسنده : عثمان جمعة ضميرية جلد : 1 صفحه : 256