نام کتاب : مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية نویسنده : عثمان جمعة ضميرية جلد : 1 صفحه : 304
"القلب في سيره إلى الله -عز وجل- بمنزلة الطائر؛ فالمحبة رأسه، والخوف والرجاء جناحاه. فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيد الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فُقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر.
ولكن السلف استحبّوا أن يقوى في الصحة جناح الخوف على جناح الرجاء، وعند الخروج من الدنيا يقوى جناح الرجاء على جناح الخوف ...
وقال بعض السلف: أكمل الأحوال: اعتدال الرجاء والخوف، وغَلَبَة الحب، فالمحبة هي المركب، والرجاء حادٍ، والخوف سائق، والله الموصل بمنِّه وكرمه"[1].
وهذا المعنى هو ما أشار إليه الحديث الشريف: "إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعا وتسعين رحمة، وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة؛ فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة، ولو يعلم المسلم بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار" [2].
1 "مدارج السالكين": 1/ 517 بتصرف يسير، واقرأ فيه بالتفصيل من ص511-517"، "شرح العقيدة الطحاوية" لابن أبي العز الحنفي ص325، 326، "تيسير العزيز الحميد" ص483-495، "إيثار الحق على الخلق" لابن الوزير ص354-365, "الإبانة الكبرى" لابن بطة: 2/ 756-759، "فتح الباري" لابن حجر: 11/ 300-302. وانظر ما كتبه السبكي في "الفتاوى": 2/ 555-560. [2] أخرجه البخاري في الرقاق، باب الرجاء مع الخوف: 11/ 301.
نام کتاب : مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية نویسنده : عثمان جمعة ضميرية جلد : 1 صفحه : 304