نام کتاب : مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية نویسنده : عثمان جمعة ضميرية جلد : 1 صفحه : 346
الأسفل منها، وهو أعظم كفرا من صاحب الكفر الواضح المستبين[1].
قال الله تعالى مبينًا مصير المنافقين, وعقوبتهم في الآخرة:
{إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} [النساء: 140] .
{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} [النساء: 145] .
وليس من غرضنا هنا أن نقف طويلا عند ظهور حركة النفاق في المدينة في عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- دون مكة المكرمة، والأسباب التي أدت إلى ذلك، ولا بيان المواقف الكيدية والمؤامرات التي قام المنافقون بها، وحسبنا فقط الإشارة إلى أن خطورتهم قد بلغت غايتها، وأنها أشد من خطورة الكافرين الواضحين الذين أفصحوا عن عداوتهم وكفرهم وجاهروا بذلك؛ ولذلك جاءت الآيات القرآنية الكريمة ترسم صورة واضحة لهم من خلال صفاتهم ومواقفهم، وما تكاد سورة مدنية تخلو من الإشارة إليهم والحديث عنهم[2].
وفي زمننا هذا خلق كثير من الناس، يقتفون أثر المنافقين -الذين عرفهم العهد النبوي, وكان على رأسهم عبد الله بن أبي بن سلول- فهم على نهجهم في
1 "مدارج السالكين": 1/ 347، "تفسير ابن كثير": 1/ 72، 73، "أعلام الحديث" للخطابي: 1/ 166، "الإيمان" لابن تيمية: 50، 51، "شرح السنة": 1/ 76. [2] انظر بالتفصيل أبحاثا مهمة في: "مدارج السالكين": 1/ 347-359، "النفاق: آثاره ومفاهيمه" للشيخ عبد الرحمن الدوسري ص9 وما بعدها، "سيرة الرسول" لدروزة، 2/ 73-120، وفي تفسير ابن كثير -رحمه الله- وقفات رائعة عند الآيات المتعلقة بالنفاق والمنافقين، و"في ظلال القرآن" في مواضع كثيرة يكشف عنها: "مفتاح كنوز في ظلال القرآن" ص425-427، "أصول الدعوة" لزيدان ص382-390.
نام کتاب : مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية نویسنده : عثمان جمعة ضميرية جلد : 1 صفحه : 346