نام کتاب : مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية نویسنده : عثمان جمعة ضميرية جلد : 1 صفحه : 51
فكان هذا التبويب للأحاديث كان النواة الأولى في استقلال كل باب، فيما بعد، بالبحث والنظر والعناية بالبيان وبيان الأحكام، فعن أبواب الإيمان، والوحي، والسنة، والتوحيد.. نشأ علم العقيدة واستقل عن العلوم الأخرى المستنبطة من الكتاب والسنة, فكان هذا هو العامل الأول.
2- وأما الثاني: فقد كان المسلمون عند وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على منهاج واحد في أصول الدين وفروعه، غير من أظهر وفاقا وأضمر نفاقا ... وكانوا على كلمة واحدة في أبواب العدل والتوحيد, والوعد والوعيد، وفي سائر أصول الدين، وإنما كانوا يختلفون في فروع في مسائل كثيرة، بل يمتد هذا الخلاف إلى عهد النبي -صلى الله عليه وسلم- وكان اختلافهم هذا لا يورث تضليلا ولا تفسيقا[1]؛ لأنه في أمور لا تمس العقيدة، وإنما هي مسائل فرعية، ثم هي مما لم يرد بها نص صريح عن الله تعالى أو عن رسوله -صلى الله عليه وسلم- أو جاءت في بعضها نصوص مختلفة، بعضها يعارض بعضا في ظاهر الأمر.
فلم يكن بد لأحدهم من أن يجتهد برأيه، فيستنبط من نصوص الشريعة العامة حكم بعض المسائل أو يقيس شيئا على شيء، ولم يكن بد لأحدهم -إذا جاءته نصوص مختلفة- من أن يوازن بين هذه النصوص فيرجح بعضها أو يخصص كل نص بحالة تغاير حالة النص الآخر، أو غير ذلك من وجوه الترجيح[2].
1 "الفَرْق بين الفِرَق" للبغدادي ص14. وعن الفرق بين ما يجوز من الاختلاف في الفروع وما لا يجوز من الاختلاف والتفرق في العقيدة، انظر: "الحجة في بيان المحجة" للأصبهاني: 2/ 288، 229، "الإبانة" لابن بطة العكبري: 1/ 557-562، "أعلام الحديث" للخطابي: 1/ 218-221، "خلاف الأمة في العبادات" لابن تيمية ص29 وما بعدها. [2] من تعليقات الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد، على "مقالات الإسلاميين" للأشعري ص37، 38".
نام کتاب : مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية نویسنده : عثمان جمعة ضميرية جلد : 1 صفحه : 51