نام کتاب : مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية نویسنده : عثمان جمعة ضميرية جلد : 1 صفحه : 59
إلى غير ذلك من الصفات التي تبين أنه الخالق المطلق، المدير الحاكم الملِك، الذي لا قوة ولا سلطان غير سلطانه في الوجود.
وباعتبار علاقته بالإنسان، وصف نفسه بأنه: الرحمن الرحيم، غافر الذنب وقابل التوب، والعفوّ الحليم ...
كما وصف نفسه بأنه المهيمن والهادي والوكيل، والرازق والمعطي والمغني، يبسط الرزق لمن يشاء ... وغير ذلك من الأوصاف التي تدل على أن صلة العبد بالله تعالى هي صلة احتياج، فالعبد محتاج إلى عفوه وتدبيره، والله هو الرقيب والحسيب عليه ...
والله إذن هو الفاعل لكل شيء في الوجود، وإرادته هي سبب ما في الوجود كله ... يضل من يشاء ويهدي من يشاء.
والإنسان المؤمن، لا يستطيع إزاء ذلك غير أن يرجو الله ويدعوه الهداية، وأن يسأله أن لا يجعله من الذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم، وكانوا في الآخرة من الخاسرين.
هذا الاعتقاد في "الله" جل جلاله على هذا النحو، كان واضحا عند الرسول -صلى الله عليه وسلم- وعند جماعته من المهاجرين والأنصار. وكانوا يبشرون به ويدفعون عنه، وإذا تليت عليهم آيات الذكر الحكيم قالوا: آمنا به, كلٌّ من عند ربنا. لم يلجئوا إلى تفتيش عن المتشابه فيه، ولم تكن بهم حاجة إلى تأويله.
كان ذلك عنوان الجماعة الإسلامية, ومظهر إيمانها على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وكان هو حال المؤمنين حقا.
ولكن لأمرٍ ما بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- ابتدأت الجماعة الإسلامية تحاول فهم
نام کتاب : مدخل لدراسة العقيدة الإسلامية نویسنده : عثمان جمعة ضميرية جلد : 1 صفحه : 59