نام کتاب : مذكرة التوحيد نویسنده : عفيفي، عبد الرزاق جلد : 1 صفحه : 34
{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا} [الشورى: 51]
فنوع تكليمه إلى تكليم بواسطة، وتكليم بغير واسطة، وكذلك قوله لموسى عليه السلام:
{إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي} [الأعراف: 144] ففرق بين الرسالة، والكلام. والرسالة إنما هي بكلامه. وكذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: «إنكم ترون ربكم عيانا كما ترون القمر ليلة البدر في الصحو ليس بينه سحاب وكما ترون الشمس في الظهيرة صحوًا ليس دونها سحاب» [1] ومعلوم أن هذا البيان، والكشف، والاحتراز ينافي إرادة التأويل قطعًا، ولا يرتاب في هذا من له عقل ودين.
الطريق الثاني: من طرق إثبات الصفات دلالة الصفة عليها، فإن المخلوق يدل على وجود خالقه، وعلى حياته، وعلى قدرته، وعلى علمه، ومشيئته. فإن الفعل الاختياري يستلزم ذلك استلزامًا ضروريا. فما فيه من الإِتقان، والإحكام، ووقوعه على أكمل الوجوه يدل على حكمة فاعله وعنايته، وما فيه من
(1) "مختصر صحيح مسلم" (86) و" صحيح الجامع الصغير " (6905) عن أبي هريرة- رضي الله عنه-.
نام کتاب : مذكرة التوحيد نویسنده : عفيفي، عبد الرزاق جلد : 1 صفحه : 34