نام کتاب : مذكرة التوحيد نویسنده : عفيفي، عبد الرزاق جلد : 1 صفحه : 93
وإحسانه، وإلى جانب ذلك يكون ردءا له إذا استجاب لدعوته، وظهرًا له يحميه بدافع أخوة الإيمان، وعصبيّة النسب.
قال- تعالى- في وصفه لِإبراهيم في دعوته: {يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا} [مريم: 42] وقد تلطف معه في الدعوة، فذكّره بما بينهما من الرحم، ووشائج النسب، استمالة لقلبه، وتنبيهًا له إلى أنه لو كذَبَ الناس جميعًا ما طابت نفسه بالكذب عليه، وأنه لو غشهم جميعًا لم يكن منه إلا النصح له لما بينهما من أواصر القربى والنسب.
وبدأ دعوته لأبيه بالتوحيد الذي هو أصل الدين، وجوهر الشرائع السماوية، وعليه تقوم فروع الإسلام، وبه صلاح القلب، وبصلاحه تصلح سائر الجوارح، وتستقيم أحوالها.
«ألا وإن في الجسد مضغة إذا صَلَحَت صَلَحَ الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب» . وسلك في دعوته إلى التوحيد طريق الاستدلال عليه بأن ما يعبده أبوه وقومه لا يسمعهم إذا دعوه لكشف غمة، أو تفريج كربة، ولا يراهم إذا عبدوه، وتضرعوا إليه، ولا يجلب لهم نفعًا، ولا يدفع عنهم ضرًا، وإذا كان لا يرجى نفعه، ولا يُخشى بأسه، فكيف يستحق
نام کتاب : مذكرة التوحيد نویسنده : عفيفي، عبد الرزاق جلد : 1 صفحه : 93