نام کتاب : مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة نویسنده : القفاري، ناصر جلد : 1 صفحه : 126
من دائرة التشيع، لأنه لم يذكر ما يعتبرونه الأساس في التشيع في تعريفه. التعريف المختار للشيعة:
ومع كل ما ورد في هذا المساق فقد تكون الرؤية في هذا المقام أكثر دقة إذا نحن نظرنا إلى بعض الملابسات. ولذا فإني أرى أن تعريف الشيعة مرتبط أساساً بأطوار نشأتهم ومراحل التطور العقدي لهم، ولهذا كان في الصدر الأول لا يسمى شيعيّاً إلا من قدّم عليّاً على عثمان، ولذلك قيل شيعي وعثماني، والشيعي من قدّم عليّاً على عثمان، والعثماني من قدّم عثمان على علي - رضي الله عنه - [1] .
فعلى هذا يكون تعريف الشيعة في الصدر الأول مقصوراً على الذين يقدمون عليّاً على عثمان فقط.
ولهذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية إن: (الشيعة الأولى الذين كانوا على عهد علي كانوا يفضلون أبا بكر وعمر [2] ، ولما سأل سائل شريك بن عبد الله [3] فقال له أيهما أفضل: أبو بكر أو علي؟ فقال له: أبو بكر. قال له السائل: تقول هذا وأنت شيعي؟ فقال له: نعم، ومن لم يقل هذا فليس شيعيّاً، والله لقد رقي عليٌّ هذه الأعواد، فقال: ألا إن خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر ثم عمر، فكيف نرد قوله وكيف نكذبه؟ والله ما كان كذاباً) [4] . [1] نشوان الحميري: «الحور العين» : ص 179، وانظر: ابن المرتضي: «المنية والأمل» : ص 81. [2] «منهاج السنة» : (2/60) تحقيق: رشاد سالم. [3] شريك بن عبد الله بن أبي نمر القرشي أبو عبد الله المدني. توفي سنة 140هـ، وقد أخرج له البخاري ومسلم وغيرهما. انظر: «الخلاصة» : ص 166، «تقريب التهذيب» : (1/351) . [4] «منهاج السنة» : (1/7-8) تحقيق: رشاد سالم.
نام کتاب : مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة نویسنده : القفاري، ناصر جلد : 1 صفحه : 126