الأذهان لا الأعيان؛ فلذلك قيل: من المحالات أحوال أبي هاشم.
وقيل:
مما يقال ولا حقيقة تحته ... معقولة تدنو إلى الأفهام
الكسب عند الأشعري والحال نـ ... ـد البهشمي1 وطفرة النظام
قال الشهرستاني: "وخالفه والده2، وسائر منكري الأحوال في ذلك، وردوا الاشتراك والافتراق إلى الألفاظ وأسماء الأجناس، وقالوا: أليست الأحوال تشترك في كونها أحوالاً، وتفترق في خصائص؟
كذلك نقول في الصفات، وإلا فيؤدي إلى إثبات الحال للحال، ويفضي إلى التسلسل.
بل هي راجعة إما إلى مجرد الألفاظ إذا وضعت في الأصل على وجه يشترك فيه الكثير لا أن مفهومها معنى أو صفة ثابتة في الذات على وجه يشمل أشياء، ويشترك فيها الكثير؛ فإن ذلك مستحيل، أو يرجع إلى وجوه واعتبارات عقلية هي المفهومة من قضايا الاشتراك، والافتراق، وتلك الوجوه كالنِّسب والإضافات، والقُرْب والبعد، وغير ذلك مما لا يعد صفات بالاتفاق"3.
1_ المقصود بالبهشمي أبو هاشم الجبائي، ولعل سبب التسمية بذلك أنه من باب النحت من الكلمتين: أبي وهاشم.
2_ يعني والد أبي هاشم وهو محمد بن عبد الوهاب الجبائي، وهو من كبار المعتزلة.
3_ الملل والنحل 2/82، وانظر العقل والنقل عند ابن رشد د. محمد أمان ص52، والمعتزلة د. عواد المعتق ص75، والتوضيحات الأثرية على متن الرسالة التدمرية لفخر الدين المحيسي ص241.