على حسب ما قدرها، وخلقه لها[1].
وهذا التعريف من أجمع التعاريف، وأشملها.
د_ ويمكن أن يعرف القضاء والقدر تعريفاً مختصراً فيقال:
هو علم الله بالأشياء، وكتابته، ومشيئته، وخلقه لها.
1_ هذا تعريف الشيخ د. عبد الرحمن المحمود، انظر كتابيه: القضاء والقدر ص39 وموقف ابن تيمية من الأشاعرة 3/1310. رابعا: الفروق بين القضاء والقدر
...
خامساً: الفروق بين القضاء والقدر:
اختلف العلماء في ذلك على أقوال، وفيما يلي ذكر لشيء من ذلك:
1_ قيل: "المراد بالقدر: التقدير، وبالقضاء: الخلق كقوله _تعالى_: {فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ} [فصلت: 12] ، أي خلقهن.
فالقضاء والقدر أمران متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر؛ لأن أحدهما بمنزلة الأساس وهو القدر، والآخر بمنزلة البناء وهو القضاء؛ فمن رام الفصل بينهما فقد رام هدم البناء ونقضه"2.
وقال الراغب الأصفهاني رحمه الله: "والقضاء من الله أخص من القدر؛ لأنه الفصل بين التقدير؛ فالقدر هو التقدير، والقضاء هو الفصل والقطع.
وقد ذكر بعض العلماء أن القدر بمنزلة المُعَدِّ للكيل، والقضاء بمنزلة الكيل"3.
2_ وقيل العكس؛ فالقضاءُ هو العلم السابق الذي حكم الله به في الأزل،
2_ لسان العرب 5/186، والنهاية 4/78، وانظر الفروق في اللغة لأبي هلال العسكري ص328.
3_ المفردات ص423_424.