responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 177
ذَلِك فَكَذَلِك أَمر الأول الْحق جلّ جَلَاله بِالنِّسْبَةِ إِلَى وجود الْعقل ابداع وبالنسبة إِلَى وجوده فِي دَوَامه تَكْمِيل بِالْفِعْلِ بِالنِّسْبَةِ إِلَى النَّفس تتميم وتوجيه من الْقُوَّة إِلَى الْفِعْل وبالنسبة إِلَى الطبيعة تَحْرِيك وبالنسبة إِلَى الْأَجْسَام تصريف وبالنسبة إِلَى الطبائع والعناصر تَعْدِيل وبالنسبة إِلَى المركبات تَصْوِير وبالنسبة إِلَى المصورات احياء وبالنسبة إِلَى الْحَيَوَان إحساس وهداية وبالنسبة إِلَى الْعقل الانساني تَكْلِيف وتعريف وبالنسبة إِلَى الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام أَمر وَكَلَام وكلمات وَقَول وَكتاب ورسالات مَا كَانَ لبشر أَن يكلمهُ الله إِلَّا وَحيا أَو من وَرَاء حجاب أَو يُرْسل رَسُولا فَيُوحِي باذنه مَا يَشَاء إِنَّه عَليّ حَكِيم فَالْأَمْر الْأَعْلَى بِالنِّسْبَةِ إِلَى المكونات عبارَة عَن التكوين والابداع وبالنسبة إِلَى جزئيات الْمُكَلّفين عبارَة عَن القَوْل الَّذِي هُوَ الْأَمر وَالنَّهْي والوعد والوعيد وَالْخَبَر والاستخبار فَظَاهر الْأَمر التكويني أوضاع الْمَلَائِكَة وسوقها الموجودات إِلَى كمالاتها وكمالات الموجودات قبُولهَا الْأَمر وكمالات الْمُكَلّفين قبُولهَا للثَّواب فَمن لم يقبل الْأَمر اخْرُج من عَالم الْحق والاخراج من الْحق لعن كَحال الشَّيْطَان الأول إِذْ لم يقبل الْأَمر فَأخْرج من جنَّة الْعقل وَقيل اخْرُج مِنْهَا فانك رجيم وَذَلِكَ معنى اللَّعْن وَمن قبل الْأَمر ادخل فِي عَالم الثَّوَاب وتحققت فِيهِ الملكية كَحال الْمَلَائِكَة المأمورين بِالسُّجُود إِذْ قبلوا فَدَخَلُوا فِي عَالم الثَّوَاب
وكما تَسْتَغْنِي القوى النباتية والحيوانية والانسانية عَن إمداد النَّفس لَحْظَة وَاحِدَة بل لَا بُد من دوَام الأشراق عَلَيْهَا وامداد تأثيرها حَتَّى يَنْتَظِم الْعَالم الصَّغِير فَكَذَلِك فِي الْعَالم الْكَبِير نقُول فِي المبدا إِن كل صَاحب مرتبَة وَإِن تولى مَا قيض لَهُ وأرصد لعمله فَلَنْ يَسْتَغْنِي عَمَّا فَوْقه بالامداد لَهُ والافاضة عَلَيْهِ وَالنَّظَر اليه والتأييد لَهُ وَكَذَلِكَ فِي الْعود إِن كل صَاحب مرتبَة وَإِن نقل عمله إِلَى مافوقه فَلَنْ يَنْقَطِع عمله من معملته بِالْكُلِّيَّةِ وَلَو انْقَطع عمل الطبيعة لبطلت القوى

نام کتاب : معارج القدس في مدارج معرفه النفس نویسنده : الغزالي، أبو حامد    جلد : 1  صفحه : 177
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست