نام کتاب : معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى نویسنده : التميمي، محمد بن خليفة جلد : 1 صفحه : 48
[3]- وأما الكرامية، فقد قال الرازي: (وقالت المعتزلة والكرامية: إن اللفظ إذا دل العقل على أن المعنى ثابت في حق الله سبحانه جاز إطلاق ذلك اللفظ على الله سواء ورد التوقيف به أو لم يرد) [1].
وإن مما لاشك فيه أن اسماط شرط التوقيف في باب أسماء الله ضرره عظيم.
وأذكر لك قصة تبين فساد قول القائلين باسماط هذا الشرط، فمعتزلة البصرة يسقطون هذا الشرط، والجبائي منهم، وقد دخل رجل على الجبائي فقال: هل يجوز أن يسمى الله تعالى عاقلا؟ فقال الجبائي: لا، لأن العقل مشتق من العقال، وهو المانع، والمنع في حق الله تعالى محال فامتنع الإطلاق.
قال الشيخ أبو الحسن (الأشعري) : فقلت له: فعلى قياسك لا يسمى الله- سبحانه- حكيما، لأن هذا الاسم مشتق من حكمة اللجام. وهي الحديدة المانعة للدابة عن الخروج، ويشهد لذلك قول حسان بن ثابت رضي الله عنه:
فنحكم بالقوافي من هجانا ونضرب حين تختلط الدماء[2].
وقول الآخر3:
أبي حنيفة أحكموا سفهاءكم إني أخاف عليكمو أن أغضبا [1] لوامع البينات ص 45. [2] راجع ديوان حسان بن ثابت بشرح عبد الرحمن البرقوقي، القاهرة، المكتبة التجارية ص 6. يقول: من هجانا منعناه بقوافينا المفحمة، ونحن نضرب حين تختلط الدماء؟ أي حين تلتحم الحرب. وقوله: نحكم: أي نمنع. [3] البيت لجرير، وقاله في بيت آخر في هجاء بني حنيفة. والحكمة: ما أحاط بحنكي الفرس من لجامه. راجع ديوان جريرص 47، بيروت 1960.
نام کتاب : معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى نویسنده : التميمي، محمد بن خليفة جلد : 1 صفحه : 48