كما كشف ابن تيمية ذاك التناقض الصريح عند النصراني عند ما زعم أن الروح لا يلحقها ألم، مع أنه مقرّ بأن أرواح الكفار في ألم وعذاب، كما هو عند النصارى [1] .
وهذه المناظرة غيض من فيض في تناقض النصارى واضطرابهم.
ورحم الله ابن حزم (2)
إذ يقول في وصفهم: " ولولا أن الله تعالى وصف قولهم في كتابه إذ يقول: {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ} (سورة المائدة: 73) لما انطلق لسان مؤمن بحكاية هذا القول العظيم الشنيع.. وتالله لولا أننا شاهدنا النصارى، ما صدقنا أن في العالم عقلاً يسع هذا الجنون " [3] .
وقال ابن تيمية في هذا الشأن: " قال طائفة من العقلاء: إن عامة مقالات الناس يمكن تصورها إلا مقالة النصارى، وذلك أن الذين وضعوها لم يتصوروا ما قالوا، بل تكلموا بجهل، وجمعوا في كلامهم بين النقيضين، ولهذا قال بعضهم: لو اجتمع عشرة نصارى لتفرقوا عن أحد عشر قولاً ([4]) " [1] انظر: اليوم الآخر بين اليهودية والمسيحية والإسلام لفرج الله عبد الباري ص 97
(2) . هو أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد الظاهري الأندلسي، فقيه حافظ، وأديب، وزير، صاحب التصانيف المشهورة، توفي سنة 456 هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء 18/184، وشذرات الذهب 3/ 299. [3] الفصل 1/111، 112 = باختصار [4] الجواب الصحيح 2/ 155، وانظر: إغاثة اللهفان لابن القيم 2/ 400، 414