نام کتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة نویسنده : تامر محمد محمود متولي جلد : 1 صفحه : 498
ثالثاً: حجج المتوسلين:
اعتمد أهل التوسل الممنوع على شبهات وروايات إما صحيحة لا تدل على ما ذهبوا إليه، أو تدل عليه ولكنها ضعيفة لا تقوم بها حجة. ومن هذه الأحاديث:
حديث عثمان بن حنيف؛ "أن رجلاً ضرير البصر أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ادع الله أن يعافيني. قال: "إن شئت دعوت لك وإن شئت صبرت فهو خير لك" فقال: ادعه، فأمره أن يتوضأ، فيحسن وضوءه، فيصلي ركعتين، ن ويدعو بهذا الدعاء: اللهم إني أسألك، وأتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني توجهت بك إلى ربي في حاجتي هذه، فتقضى لي، اللهم فشفعه فيّ وشفعني فيه. قال: ففعل الرجل، فبرأ" [1]. فاستدلوا به على التوسل بالذوات [2].
وقد أجاب الشيخ رشيد عن هذا الاستدلال بعد أن ذكر مخرجيه، فقال: " ... والتحقيق أن هذا توسل بدعائه صلى الله عليه وسلم لا بشخصه ولا يتأتى مثله لأحد بعد وفاته، فغير مشروع أن يطلب منه صلى الله عليه وسلم بعد وفاته دعاء لم يصح عند أحد من الصحابة ذلك، بل صح في حديث توسلهم بالعباس في الاستسقاء ما يدل على امتناع التوسل بمثل ذلك بعد وفاته صلوات الله وسلامه عليه، إذ قال عمر: اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا [3] ... ولو كان التوسل بشخصه صلى الله عليه وسلم أو بدعائه بعد موته مشروعاً معروفاً عندهم لما عدلوا عن الاستسقاء به صلى الله عليه وسلم إلى الاستسقاء بدعاء العباس رضي الله عنه ... " [4]. [1] أحمد: المسند (4/ 138) ، والحاكم: المستدرك (1/ 313) ، والترمذي: ك: الدعوات، باب: 119، ح: 3578، وقال: حسن صحيح غريب. [2] انظر: ابن تيمية: الرد على البكري (ص: 129و 262) ،وقاعدة جليلة (ص: 115 و258) [3] سبق تخريجه (ص:) من هذا البحث. [4] مجلة المنار (30/ 110)
نام کتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة نویسنده : تامر محمد محمود متولي جلد : 1 صفحه : 498