نام کتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة نویسنده : تامر محمد محمود متولي جلد : 1 صفحه : 580
سبحانه على كل شيء قدير، وما من مخلوق في الأرض ولا في السماء إلا الله خالقه سبحانه وتعالى، لا خالق غيره ولا رب سواه، لا فرق في ذلك بين أفعال العباد وغيرها، قال تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} [1] وقال تعالى: {وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ} [2]، والعباد فاعلون حقيقة، والله خالق أفعالهم، وللعباد قدرة على أعمالهم ولهم إرادة، والله خالقهم وخالق قدرتهم وإرادتهم. فهذه الدرجة تشتمل على مرتبتين: الإرادة والمشيئة، والخلق والتكوين [3]. وأفعال العباد داخلة ـ كما هو ظاهر ـ في المرتبة الرابعة، فالله تعالى خالق أفعال العباد، والعباد فاعلون حقيقة. وعلى هذا الاعتقاد كان إجماع السلف [4].
والدرجة الأولى في الإيمان بالقدر ـ العلم والكتابة ـ قد كان ينكره غلاة القدرية قديماً ـ وهم الذين حكم السلف بكفرهم ـ [5] ومنكروه اليوم قليل [6]. والدرجة الثانية: الإرادة والخلق، هي التي يكذب بها عامة القدرية، مجوس هذه الأمة، فيقولون إن العباد هم الذين يخلقون أفعالهم، والله تعالى لا يخلقها، ولا يريد منهم إلا الطاعة، فتغلب إرادتهم إرادته [7]. ويحسن الآن أن نعرض لأقوال الفرق في القدر: [1] سورة التكوير، الآية (28 ـ29) [2] سورة الصافات، الآية (96) [3] انظر لتقرير هذا المعنى: ابن تيمية: العقيدة الواسطية [ضمن مجموع الفتاوى: 3/ 148 ـ 149] ، وانظر أيضاً: مجموع الفتاوى (8/ 63 ـ 64) [4] انظر: ابن أبي عاصم: السنة (1/ 55) وما بعدها، وعبد الله بن أحمد: السنة (2/ 385) وما بعدها، واللالكائي: شرح أصول أهل السنة (3/ 589) ، وابن منده: الإيمان (1/ 136) وما بعدها، وابن بظة: الإبانة: القدر (1/ 235) وما بعدها، وابن تيمية: مجموع الفتاوى (8/ 66 و78 و3/ 112) وما بعدها، وابن القيم: شفاء العليل (ص: 111) وما بعدها ط. دار الكتب العلمية، بيروت، الأولى، 1407هـ. [5] انظر: ابن تيمية: الواسطية [ضمن مجموع الفتاوى] (3/ 149) ، والإيمان: (ص: 364) ظ. المكتب الإسلامي، وعبد الله بن أحمد: السنة (2/ 385) [6] ابن تيمية الواسطية [ضمن مجموع الفتاوى] (3/ 149) [7] انظر: ابن تيمية: المصدر السابق (3/ 150) ، وابن القيم: شفاء العليل (ص: 80)
نام کتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة نویسنده : تامر محمد محمود متولي جلد : 1 صفحه : 580