نام کتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة نویسنده : تامر محمد محمود متولي جلد : 1 صفحه : 599
الملك العظيم الذي يدار بأعلى درجة من التقدير والتنظيم، عرشاً عظيماً هو مصدر التدبير، أفلا يكون من كمال الحكمة والإتقان أن يكون لذلك كتاب مبين هو مظهر ذلك النظام والتقدير، كما يعهد للمالك المنظمة من كتب النظم والقوانين؟ بلى، ولله المثل الأعلى ... "[1].
وهذا التوجيه من الشيخ رشيد لا يتعارض مع أوجه أخرى لحكمة الكتابة رويت عن السلف. إن كتابة المقادير في الأزل ثم كتابة الملائكة لأفعال العباد بعد وقوعها ثم مقارنة هذين الكتابين ـ يوم القيامة ـ فلا يرى بينهما اختلافاً في حرف واحد لهو مما يبين قدرة الله تعالى وعلمه المحيط بكل شيء، وكفى بذلك حكمة [2]. [1] تفسير المنار (7/ 477 ـ 478) [2] انظر: ابن القيم: الشفاء (ص: 13) المطلب الثالث: الإرادة:
وقد أثبت رشيد رضا أيضاً الإرادة وقد سبق أن ذكرت أنه اعتبر البحث في القدر من قبيل البحث في العلم والإرادة، وقال: "ثبت بالبرهان أن قدرة الله تعالى منصرفة في الممكنات عن إرادة واختيار ... " [3]، وقال في موضع آخر: "إرادة الله تعالى لا تتغير ولا تقبل الفسخ لأنها عن علم تام ... وقدرة الله متصرفة في كل ممكن ... " [4]، وينكر رشيد رضا على متأخري القدرية الذين أقروا بالعلم السابق ولكنهم "أنكروا أن يكون له تعالى إرداة تتعلق بأفعال العباد، مع أن معنى الإرادة ووقوع الفعل من العالم على حسب علمه ... " [5]. ومع إثباته لإرادة الله تعالى المؤثرة في أفعال العباد يثبت رشيد رضا إرادة الإنسان أيضاً المؤثرة في أفعاله، فإن الله تعالى "خلق [3] مجلة المنار (3/ 510) [4] المصدر نفسه (3/ 511) [5] مجلة المنار (12/ 196)
نام کتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة نویسنده : تامر محمد محمود متولي جلد : 1 صفحه : 599