نام کتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة نویسنده : تامر محمد محمود متولي جلد : 1 صفحه : 734
وأخيراً يقسم الشيخ رشيد آيات الأنبياء إلى معجزات كونية، كآيات موسى، وروحانية كآيات المسيح صلى الله تعالى عليهما، ويفرق بينهما بأن الأولى منها لا تحتمل أن تكون بسبب من الأسباب المعروفة بين الناس كالرياضة وتوجيه الإرادة أو خواص المادة، وإن الثانية: على كونها خارقة للعادات الكسبية وعلى خلاف السنن المعروفة للناس ـ إلا أنها قد يظهر فيها أنها على سنة الله في عالم الأرواح [1].
على أن هذه الفروق قد لا تسلم للشيخ رشيد ـ وهولم يسبق إليها ـ على أنه كان يعرض هذا في مقام المناظرة وإقامة الحجة على أهل الكتاب ـ والغلبة يومئذ لهم ـ وفي سياق إثبات الوحي المحمدي وعلوه وتفوقه على غيره.
وأما كون بعضها من قوى النفس، وكما سبق أن أشرت فهذا من أثر فلسفة الشيخ محمد عبده في رشيد رضا، فإن الفلاسفة يقولون: إن معجزات الأنبياء وكرامات الأولياء وخوارق السحرة: هي قوى أنفس، فأقروا من ذلك بما يوافق أصولهم من قلب العصا حية دون انشقاق القمر ونحو ذلك فإنهم ينكرونه [2].
إثبات معجزات الأنبياء بالقرآن:
أشار الشيخ رشيد إلى حقيقة هامة وهي "أنه لا يمكن إثبات معجزات الأنبياء في هذا العصر بحجة لا يمكن لمن عقلها ردها، إلا هذا القرآن العظيم، وما ثبت فيه بالنص الصريح منها ... " [3].
وهذه الحقيقة التي أشار إليها الشيخ رشيد ترد على شبهتين أدتا إلى إنكار المعجزات ودلالتها على النبوة: الأولى منهما: أن التواتر غير متوافر [1] المصدر نفسه (ص: 221 ـ 224) بتصرف واختصار. [2] انظر: ابن تيمية: الفرقان (ص: 42) ط. المعارف، وسيأتي إنكار رشيد رضا لانشقاق القمر وشبهته في ذلك. [3] الوحي المحمدي (ص: 229 ـ 230)
نام کتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة نویسنده : تامر محمد محمود متولي جلد : 1 صفحه : 734