نام کتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة نویسنده : تامر محمد محمود متولي جلد : 1 صفحه : 779
من أولياء معاوية وفئته الباغية ـ عليهم من الله ما يستحقون ـ ولكننا لسنا بسبابين ولا لعانين كما ورد في وصف المؤمنين. وقد ذكرت في ترجمة الوالد ـ رحمه الله ـ من المجلد الثامن ـ أنه كان يقول: "لا نحب معاوية ولا نسبه" وكيف نحب من بغى على جدنا وخرج عليه [1] وكان سبباً في تلك الفتن التي كانت نكتة سوداء في تاريخ عصر النور الأول لنور الإسلام. وبه تحول شكل الحكومة الإسلامية عن القاعدة التي وضعها لها الله تعالى في كتابه بقوله في المؤمنين: {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [2] إلى حكومة شخصية استبدادية ... " [3].
والحق أن في هذا الموقف من الشيخ رشيد ـ رغم رفضه للعن والسب ـ قصور شديد وبخس لحق هذا الصحابي الجليل، وقد قال الله تعالى: {وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ} [4] ومعاوية رضي الله عنه هو من جملة أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وينطبق عليه ما ينطبق عليهم.
فمعاوية بن أبي سفيان ـ رضي الله عنهما ـ خال المؤمنين وكاتب وحي رب العالمين [5]، ولاه عمر رضي الله عنه الشام، وأقره عليها عثمان [6]. أسلم يوم العقبة وكتم إسلامه خوفاً من أبيه [7]. كنيته: أبو عبد الرحمن [8]. [1] ليست المسألة مسألة عصبية للآباء والأجداد، ويجب أن يكون الكلام علمياً لا عصبياً على سنن الجاهلية. [2] سورة الشورى، الآية (38) [3] مجلة المنار (12/ 954) [4] سورة هود، الآية (85) [5] ابن عساكر: تاريخ دمشق (59/ 55) ط. دار الفكر، الأولى، سنة 1418هـ، وانظر: الطبراني: المعجم الكبير (19/ 304) ، والذهبي: تاريخ الإسلام: عهد معاوية (ص: 306) ، والسير (3/ 119) ، وأخته أم المؤمنين حبيبة بنت أبي سفيان. الذهبي: تاريخ الإسلام (ص: 308) [6] ابن عساكر: المصدر السابق (59/ 111) [7] ابن عساكر (59/ 55) ، والذهبي: السير (3/ 120) ، والتاريخ (ص: 308) [8] ابن عساكر (ص: 59)
نام کتاب : منهج الشيخ محمد رشيد رضا في العقيدة نویسنده : تامر محمد محمود متولي جلد : 1 صفحه : 779