نام کتاب : منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام نویسنده : الرحيلي، حمود جلد : 1 صفحه : 370
والتعب أثناء النهار، حتى إذا أخذت النفوس راحتها، وأخذت تتطلع إلى معاشها وعملها، جاء خالق الإصباح سبحانه وتعالى بالنهار، فبدّد تلك الظلمة، وكشفها عن العالم، فإذا هم مبصرون، فيهرع الناس إلى أعمالهم ومصالحهم، وكذلك تخرج الحيوانات والطيور وغيرها إلى معاشها ومصالحها، فسبحانه من إله حكيم، لا إله غيره، ولا معبود بحق سواه.
قال ابن القيم: " ثم تأمل الحكمة في طلوع الشمس على العالم، كيف قدرة العزيز العليم سبحانه، فإنها لو كانت تطلع في موضع من السماء فتقف فيه، ولا تعدوه، لما وصل شعاعها إلى كثير من الجهات، لأنَّ ظل أحد جوانب كرة الأرض يحجبها عن الجانب الآخر، وكان يكون الليل دائماً سرمداً على من لم تطلع عليهم، والنهار سرمداً على من هي طالعة عليهم، فيفسد هؤلاء وهؤلاء، فاقتضت الحكمة الإلهية والعناية الربانية أنْ قدر طلوعها من أول النهار من المشرق، فتشرق على ما قابلها من الأفق الغربي، ثم لا تزال تدور وتغشي جهة بعد جهة حتى تنتهي إلى المغرب، فتشرق على ما استتر عنها في أول النهار، فيختلف عندهم الليل والنهار، فتنتظم مصالحهم "[1].
كما تحدث نديم الجسر عن حركات القمر ومنازله وأنواره، وأحكام نظامه، وما في ذلك من الدلالة على عظمة الخالق، ثم عقَّب على [1] مفتاح دار السعادة 1/209.
نام کتاب : منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام نویسنده : الرحيلي، حمود جلد : 1 صفحه : 370