نام کتاب : منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام نویسنده : الرحيلي، حمود جلد : 1 صفحه : 452
قال ابن القيم رحمه الله: " والقول الأول أشبه بالمراد، فإنه أظهر في بطلان الشرك، وأوضح عند المخاطب، وأعظم في إقامة الحجة، وأقرب نسباً بقوله: {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللهِ مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقًا مِّنَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ شَيْئًا وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلّهِ الأَمْثَالَ إِنَّ اللهَ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} 1"[2].
والمثل الثاني: هو ما ضربه الله سبحانه لنفسه، ولما يعبدون من دونه أيضاً من الأصنام الباطلة، فالصنم بمنزلة رجل أبكم لا ينطق ولا يعقل، ولذلك فهو عاجز لا يقدر على شيء بالكلية، لأنه إما حجر أو شجر، ومع هذا فأينما أرسله صاحبه لا يأتيه بخير، ولا يقضي له حاجة.
والسؤال هو هل يستوي هذا الأخرس الذي لا يفيد شيئاً، وذلك الرجل البليغ المتكلم بأفصح بيان، وهو على طريق الحق والاستقامة؟
وإذا كان العاقل لا يسوي بينهما، فكيف تمكن التسوية بين صنم أو حجر، وبين الله سبحانه القادر العليم، المتكلم الآمر بالمعروف، والهادي إلى الصراط المستقيم.
وبهذا يتبين لنا أن ضرب المثل من الوسائل التي أثبت الله تعالى بها قدرته العظيمة، وعجز كل ما يعبد من دونه من إنسان أو حيوان، أو
1 سورة النحل الآيتان: 73-74. [2] انظر الأمثال في القرآن ص: 205-207.
نام کتاب : منهج القرآن الكريم في دعوة المشركين إلى الإسلام نویسنده : الرحيلي، حمود جلد : 1 صفحه : 452