الدمشقي "ت 105 هـ".
وفيها نجم قرن التجهم، والاعتزال؛ فعاش في هذا الوقت: الجعد بن درهم "ت 124هـ" أستاذ الجهم بن صفوان "128 هـ" زعماء الجهمية الأوائل منكري الصفات كما عاش فيه واصل بن عطاء مؤسس فرقة المعتزلة الأول "ت 131 هـ".
وبهذا يتضح أن القرون الثلاثة عاش فيها سلف صالح يقتدي به، كما عاش فيها أصحاب أهواء ورواد ابتداع أدخلوا على الإسلام والمسلمين أمورًا ليست من الدين، وفتحوا عليهم أبواب شر عظيم، ما زالت الأمة تعاني من آثاره إلى اليوم.
إذن: "ليس السبق الزمني كافيًا في تعيين السلف؛ بل لا بد أن يضاف إلى هذا السبق الزمني موافقة الرأي للكتاب والسنة نصًا وروحًا، فمن خالف رأيه الكتاب والسنة، فليس بسلفي وإن عاش بين ظهراني الصحابة والتابعين"[1].
ولهذا كان الإمام السفاريني موفقًا أيما توفيق في تعريفه لمذهب السلف؛ حيث احترز فقيد "السلف" الذي يقتدى به بأن يكون ممن شهد له بالإمامة، ولم يرم ببدعة، فقال: "المراد بمذهب السلف ما كان عليه الصحابة الكرام رضوان الله عليهم، وأعيان التابعين لهم بإحسان، وأتباعهم، وأئمة الدين ممن شهد له بالإمامة، وعرف عظم شأنه في الدين، وتلقى الناس كلامهم خلفًا عن سلف، دون من رمي ببدعة، أو شهر بلقب غير مرض، مثل: الخوارج، والروافض، والقدرية، والمرجئة، والجبرية، والجهمية، والمعتزلة، والكرامية، ونحو هؤلاء"[2].
أي أن من قرف بشيء من هذه الأهواء والبدع فلا يعد من السلف الصالح [1] د. الجليند: الإمام ابن تيمية وقضية التأويل ص 52 بتصرف يسير. [2] انظر: لوامع الأنوار 1/ 20.