والتكييف والتشبيه ومن عليهم بالتعريف والتفهيم"[1].
فعبر بكل من المصطلحين عن الآخر مما يدل على أنهما يترادفان ولا سيما إذا ذكرا في كتب الاعتقاد؛ لأن اعتقادهما واحد وهو ما جاء في الحديث والسنة وهما بمعنى واحد.
وشيخ الإسلام يقول مثلًا: "مذهب السلف أهل الحديث والسنة والجماعة"[2].
وهذا كما ذكرت، كثير في كتبهم رحمهم الله؛ وإنما ذكرت ذلك من باب التمثيل، فهل يعني ذلك أن المصطلحين مترادفان أو أن لكل منهما معنى؟
لكي نتبين ذلك لا بد أن نقف على معنى "السنة" و"الحديث" هل هما بمعنى واحد أو أن لكطل منهما معنى؟
تقدم لنا تعريف السنة، وأن معناها يختلف عند المدثين عنه عند الفقهاء، عنه عند الأصوليين، وأن معنى السنة في عرف كثير من السلف مقابل للبدعة، فيقصدون بالسنة موافقة الكتاب وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام؛ فيقال: فلان على السنة؛ إذ كان عمله موافقًا للكتاب والسنة، وعمل السلف، وفلان على البدعة؛ إذ كان عمله مخالفًا للكتاب والسنة[3].
والسنة عند المحدثين مرادفة للحديث، فهما كل ما أثر عن النبي صلى الله عليه وسلم قول أو فعل أو تقرير أو صفة خلقية أو خلقية[4].
وبهذا يتبين لنا أن السنة والحديث وإن كانا بمعنى واحد عند المحدثين [1] انظر: عقيدة السلف أصحاب الحديث ص 3- 4 بتحقيق بدر البدر. [2] انظر: درء تعارض العقل والنقل 1/ 203. [3] راجع: مبحث بيان معنى السنة ص 32. [4] انظر: مبحث بيان معنى السنة ص 30.