وهذا الوصف لا ينطبق إلا على أهل الحديث والسنة؛ فإنهم هم الذين على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. فهم الفرقة الناجية ولهذا قال الإمام أحمد بن حنبل، وقد ذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "تفترق الأمة على نيف وسبعين فرقة، كلها في النار إلا فرقة": إن لم يكونوا أصحاب الحديث فلا أدري من هم[1].
وقال الإمام عبد القادر الجيلاني وقد ذكر أصول الفرق ... : "وأما الفرقة الناجية: فهي أهل السنة والجماعة"[2].
ونجد كثيرًا من أهل العلم قديمًا وحديثًا "يجعل الفرقة الناجية" علمًا على "أهل السنة" واسمًا من أسمائها، ومن ذلك: صنيع شيخ الإسلام ابن تيمية في مقدمة العقيدة الواسطة؛ حيث قال: "أما بعد: فهذا اعتقاد الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة أهل السنة والجماعة"[3].
ومن ذلك أيضًا صنيع الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز؛ حيث قال: "قول الفرقة الناجية، أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات هو"[4].
وقد تقدم إدعاء كثير من الفرق أنهم الفرقة الناجية والرد على ذلك[5]. [1] الخطيب البغدادي، شرف أصحاب الحديث ص 25. [2] انظر: الغنية لطالبي طريق الحق ص 85. [3] انظر: العقيدة الواسطية مع شرح الهراس ص 14، ط. الثالثة. [4] انظر: تعليق الشيخ على رسالة التنبيهات اللطيفة، للشيخ عبد الرحمن الناصر السعدي، ص 7. [5] انظر: المبحث الثالث من التمهيد، ص 48 وما بعدها.