الباب الأول: وسطية هذه الأمة بين الأمم
بين يدي هذا الباب:
قبل بدء القول في فصول هذا الباب ومباحثه أود أن أوضح ثلاثة أمور يحسن أن نلقي الضوء عليها.
الأمر الأول: علاقة وسطية هذه الأمة بوسطية أهل السنة.
الأمر الثاني: معاني الأمة والمراد منها في موضوعنا.
الأمر الثالث: التذكير بمعنى الوسطية والتركيز على معنى الوسطية المثبتة لهذه الأمة.
فأما الأمر الأول: وهو العلاقة بين وسطية هذه الأمة ووسطية أهل السنة
فاعلم أن وسطية أهل السنة والجماعة في هذه الأمة؛ إنما هي في حقيقتها امتداد الوسطية هذه الأمة وعدالتها وخيرتها؛ بل إن أهل السنة الذين هم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن تبعهم بإحسان من هذه الأمة على ما كانوا عليه من الهدي والتمسك بالكتاب والسنة هم النموذج لهذه الأمة، التي أثنى الله عليها خيرًا فقال: {كَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا} [1].
وقال: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ [1] سورة البقرة آية 143.