ثانيا: العدل عند النصارى
...
ثانيًا: العدل بين النصارى
أ- العدل فيما بينهم
النصارى يتبعون التوراة في الأحكام والتشريعات، وما أمر به اليهود من العدل في الأحكام والمحدود، وإيفاء الكيل والوزن وخلاف ذلك؛ فإنه يسري على أمة النصارى كذلك.
لكن لما بغى اليهود وقست قلوبهم، وأحلوا ما حرم الله، وأكلوا أموال الناس بالباطل، جاء المسيح عليه السلام ليردهم إلى الجادة؛ فلم يأمرهم بالعدل فحسب بل تجاوزه إلى الفضل، والعفو، وأمرهم ألا يقابلوا الإساءة بمثلها، وأن لا يعتدوا على من اعتدى عليهم بل قال لهم كما جاء في إنجيل "متى" الذي يزعمون إنه مما أنزل على عيسى عليه السلام: "قد سمعتم أنه قيل: العين بالعين والسن بالسن، أما أنا فأقول لكم لا تقاوموا الشرير بل من لطمك على خدك الأيمن فحول له الآخر، ومن أراد أن يخاصمك ويأخذ ثوبك فخل له رداءك أيضًا، ومن سخرك ميلًا فامش معه اثنين، من سألك فأعطه، ومن أراد أن يقترض منك فلا تمنعه، قد سمعتم أنه قيل: أحبب قريبك وأبغض عدوك، أما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم وأحسنوا إلى من يبغضكم، وصلوا
وفي شأن رد الأموال المفقودة لغير اليهودي يقول "التلمود": "إن الله لا يغفر ذنبًا ليهودي يرد للأمي ماله المفقود، وغير جائز رد الأشياء المفقودة من الأجانب"[1].
وبعد فهذه بعض نصوص "التلمود" وهي تفصح أن القوم لا يرقبون في غير اليهودي إلا ولا ذمة؛ بل يظلمونه، ويستحلون دمه وعرضه وماله، ويعدون ذلك دينًا قاتلهم الله أنى يؤفكون، وعاملهم بعدله. [1] الكنز المرصود في قواعد التلمود، "ترجمة د. يوسف نصر الله"، ص 83.