الملك والرسل والكتب على عالم من كان في ذلك الزمان؛ فإن لكل زمان عالمًا"[1] وكذا من مجاهد[2]: "قال: على من بين ظهرانيه"[3].
وإلى هذا المعنى ذهب ابن جرير[4]، وابن كثير[5] في تفسير الآية.
وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله -في الجواب عن هذا الإشكال: "قوله تعالى لبني إسرائيل: {وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} لا يعارض قوله تعالى في تفضيل هذه الأمة: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ} الآية؛ لأنه المراد بالعالمين عالموا زمانهم بدليل الآيات والأحاديث المصرحة بأن هذه الأمة أفضل منهم، كحديث معاوية بن حيدة القشيري[6] في "المسانيد" و"السنن"؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنتم توفون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله" [7].
ألا ترى أن الله جعل المقصتد منهم هو أعلاهم منزلة؛ حيث قال: {مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ} [8]، وجعل في هذه الأمة درجة أعلى من درجة المقتصد وهي درجة السابق بالخيرات؛ حيث قال تعالى: {وَمِنْهُمْ [1] جامع البيان 2/ 24. [2] مجاهد هو: ابن جبر "بفتح الجيم وسكون الموحدة"، أبو الحجاج المخزومي مولاهم ثقة، إمام في التفسير وفي العلم. مات سنة 1، 2، 3، 104 هـ، وله ثلاثة وثمانون سنة. ابن حجر، التقريب 2/ 229. [3] جامع البيان 2/ 24. [4] جامع البيان 2/ 24. [5] تفسير القرآن المعظم 1/ 126. [6] وهو: معاوية بن حيدة بن معاوية بن كعب القشيري، صحابي، نزل البصرة، ومات بخراسان، وهو جد بهز بن حكيم. انظر: ابن حجر، القريب 2/ 259. [7] حم 4/ 447. وانظر: ص 205. [8] سورة المائدة آية 66.