قال الرازي: "صرن بعدوهن وسط جمع العدو"[1].
وقال الشوكاني: {فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا} ؛ أي: توسطن بذلك الوقت، وتوسطن متلبسات بالنفع جمعًا من جموع الأعداء، أو صرن بعدوهن وسط جمع الأعداء. يقال: وسطت المكان؛ أي: صرت في وسطه[2].
ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "البركة تنزل وسط الطعام؛ فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه" [3]، فأراد بالوسط ما بين الحافتين والطرفين.
ومن ذلك ما جاء في حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه النبي صلى الله عليه وسلم خط خطًا مربعًا، وخطًا وسط الخط المربع وخطوطًا إلى جانب الخط الذي وسط الخط المربع، وخطًا خارجًا من الخط المربع، فقال: "أتدرون ما هذا؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "هذا الإنسان الخط الوسط، وهذه الخطوط إلى جانبه الأعراض تنهشه" [4].
ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "وسطوا الإمام وسدوا الخلل" [5].
4- بمعنى "بين" ظرفًا.
من ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "لعن الله من جلس وسط الحلقة" [6].
ومن خلال هذه الأمثلة لورود "الوسطية" في استعمال الشرع نرى أنه لم يخرج بها عن أحد المعاني اللغوية التي دلت عليها مادة "وسط". [1] الرازي، التفسير الكبير، "ط. الثالثة، نشر: دار إحاء التراث العربي- بيروت"، 32/ 66. [2] محمد بن علي الشوكاني، فتح القدير، "ط. الثانية 1383، الحلبي"، 5 / 483. [3] ت: كتاب الأطعمة، باب ما جاء في كراهية الأكل من وسط الطعام، 4/ 260، ح 1805. [4] جه: كتاب الزهد، باب الأمل والأجل، 2/ 1414، ح 4231. [5] د: كتاب الصلاة، باب مقام الإمام من الصف، 1/ 439، ح 681. [6] د: كتاب الأدب، باب في الجلوس وسط الحلقة، 5/ 164، ح 4826 واللفظ له.
ت: كتاب الأدب، باب في كراهية الجلوس وسط الحلقة، 5/ 90، ح 2753، وقال أبو =