الرِّبا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ} [1].
والنصارى: أسرفوا في الإباحة، وأحلوا ما نصت التوراة على تحريمه، ولم يأت المسيح بإباحته؛ فاستحلوا الخبائث وجميع المحرمات، كالميتة والدم ولحم الخنزير، حتى إنهم يتعبدون بالنجاسات كالبول والغائط ولا يغتسلون من جنابة، ولا يتطهرون لصلاة، وكلما كان الراهب عندهم أبعد عن الطهارة وأكثر ملابسة للنجاسات كان مغظمًا عندهم[2].
والمسلمون: أحلوا ما أحله الله ورسوله لهم من الطيبات، وحرموا ما حرم عليهم من الخبائث، واتبعوا في ذلك {الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} [3].
5- في العبادة:
وهم وسط في ذلك بين:
اليهود: الذين أعرضوا عن العبادات، واستكبروا عن عبادة الله، وتشاغلوا بالشهوات، وعبدوا أنفسهم للمادة، واشتغلوا بديناهم عن دينهم وآخرتهم؛ حتى إنك تكاد لا تجد فيما بين أيديهم من كتابهم ذكرًا للجزاء الأخروي على الأعمال والعبادات؛ وإنما يجعلون جزاء ذلك في الدنيا، من زيادة في المال والرزق ومعافاة في الجسد والبدن، وإن وجد ذكر لذلك وهو قليل، فعمل القوم على خلافه. [1] سورة النساء: آية 160- 161. [2] انظر: ابن تيمية، كتاب الصفدية، بتصرف 2/ 313، "بتحقيق د. محمد رشاد سالم، ط. الثانية 1406 هـ". [3] سورة الأعراف من آية 157.