responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : وسطية أهل السنة بين الفرق نویسنده : محمد با كريم محمد با عبد الله    جلد : 1  صفحه : 256
وقال القس القوطي في رسالته إلى أبي عبيدة الخزرجي يشرح فيها مذهبه "فهبط بذاته من السماء والتحم في بطن مريم العذراء البتول أم النور فاتخذ لنفسه منها حجابًا كما سبق في حكمته"[1].
يقول الإمام ابن القيم: "إن هذه الأمة -أي: النصارى ارتكبت محذورين عظيمين، لا يرضى بهما ذو عقل ولا معرفة:
أحدهما: الغلو في المخلوق، حتى جعلوه شريك الخالق وجزءًا منه، وإلهًا آخر معه، وأنفوا أن يكون عبدًا له.
والثاني: تنقص الخالق وسبه ورميه بالعظائم؛ حيث زعموا أنه سبحانه وتعالى عن قولهم علوًا كبيرًا -نزل من العرش عن كرسي عظمته، ودخل في فرج امرأة وأقام تسعة أشهر يتخبط بين البول والدم والنجو[2]، وقد علته أطباق المشيمة والرحم، والبطن، ثم خرج من حيث دخل، رضيعًا صغيرًا يمص الثدي..... ثم صار إلى أن لطمت اليهود خديه، وربطوا يديه، وبصقوا في وجهه، وصفعوا قفاه، وصلبوه جهرًا بين لصين، وألبسوه إكليلًا من الشوك، وسمروا يديه ورجليه، وجرعوه أعظم الآلام، هذا هو الإله الحق الذي بيده أتقنت العوالم وهو المعبود المسجود له.
ولعمر الله إن هذه مسبة لله سبحانه ما سبه بها أحد من البشر قبلهم ولا بعدهم"[3].
وذكر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه؛ أنه قال فيهم: "أهينوهم ولا تظلموهم؛ فلقد سبوا الله عز وجل مسبة ما سبه إياها أحد من البشر"[4]. وذكره شيخ الإسلام ابن تيمية من قول معاذ بن جبل رضي الله عنه[5].

[1] أبو عبيدة الخزرجي، بين المسيحية والإسلام ص 83- 84.
[2] النجو: ما يخرج من البطن من ريح وغائط. انظر: لسان العرب 15/ 306.
[3] إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان، "نشر: شركة مكتبة ومطبعة الحلبي بمصر، بتحقيق محمد سيد كيلاني"، 2/ 278.
[4] المصدر السابق 2/ 278.
[5] انظر: الجواب الصحيح 2/ 52.
نام کتاب : وسطية أهل السنة بين الفرق نویسنده : محمد با كريم محمد با عبد الله    جلد : 1  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست