الفصل الأول: في وسطية أهل السنة في باب أسماء الله وصفاته تمهيد:
إن التالي لكتاب الله عز وجل، ليجد في كثير من الآيات الكريمات ذكر اسم من أسماء الله تبارك وتعالى، أو صفة من صفاته.
وكذلك يجد المطالع للسنة المطهرة عددًا من الأحاديث الشريفة تشتمل على ذكر اسم من أسماء الله الحسنى أو صفة من صفاته العلى.
وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلون آيات الله عز وجل، ويتلقون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم سنته المطهرة.
ونجزم أنهم كانوا يقرأون القرآن قراءة تدبر، وأنهم كانوا يفهمون معاني ما يتلون ويقرأون؛ لأنهم يتلونه ليعلموا به، فيحلوا حلاله، ويحرموا حرامه، ويعملوا بمحكمه ويؤمنوا بمتشابهه.
وكذلك كان تلقيهم لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، تلقى فهم وتدبر؛ لأنهم متعبدون بالعمل بها كما هم متعبدون بالقرآن.
وإذا أشكل عليهم شيء مما جاء فيها، أو خفي عليهم معناه، أو عزب أن أذهانهم فهم المراد منه، سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك فبين لهم ما نزل إليهم، ويوضح ما خفي عليهم.
جاء في "الصحيح": "أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم- رضي الله عنها -كانت