هو عالم بذاته، حي بذاته، لا يعلم وقدرة وحياة. هي صفات قديمة ومعان قائمة به؛ لأنه لو شاركته الصفات في القدم الذي هو أخص لشاركته في الإلهية.
واتفقوا على: أن كلامه محدث في محل. واتفقوا على أن الإرادة، والسمع والبصر ليست معاني قائمة بذاته. واتفقوا على نفي رؤية الله تعالى بالأبصار في دار القرار"[1].
وقال السكسكي: "وقد اجتمعت -أي: المعتزلة- على نفي الصفات عن الله عز وجل، وتعالى عن قولهم، كالعلم والقدرة والسمع والبصر"[2].
وهذا القول مما أسس عليه الكيان المعتزلي؛ فقد "كان شيخهم الأول -واصل ابن عطاء- يشرع فيها على قول ظاهر، وهو الاتفاق على استحالة وجود إلهين قديمين أزليين، قال: ومن أثبت معنى صفة قديمة فقد أثبت إليهن"[3].
لذلك كان من أولى قواعد مذهبه: نفي الصفات بناء على رأيه هذا. [1] انظر: الملل والنحل [1]/ 44- 45. [2] انظر: البرهان في معرفة عقائد أهل الأديان ص 50، "ط. الأولى 1408، نشر: مكتبة المنار - الأردن". [3] انظر: الشهرستاني، الملل والنحل [1]/ 46. الطائفة الثالثة: من طوائف أهل التعطيل
وهم الذين أثبتوا الأسماء وبعض الصفات ونفوا أو أولوا البعض الآخر:
ومن هذه الطائفة: الأشاعرة[1].
فإنهم متفقون على إثبات بعض الصفات التي يسمونها صفات المعاني، وهي القدرة، والإرادة، والعلم، والحياة، والسمع والبصر، والكلام[2]. [1] تقدم التعريف بهم. انظر: ص 297. [2] انظر: محمد بن يوسف السنوسي، أم البارهيم، ضمن مجموع مهمات المتون ص 3.